أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن نحو 10 من عناصر القوات النظامية وحلفاؤها قتلوا وأصيب نحو 8 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة بينهم ضابطان على الأقل، جراء تفجير تنظيم «داعش» لعربة مفخخة في أطراف مدينة الميادين في الريف الشرقي لدير الزور. ويأتي هذا التفجير بعد 10 أيام من سيطرة القوات النظامية على مدينة الميادين التي كانت تعد «عاصمة ولاية الخير». وتزايدت هجمات «داعش» العكسية لوقف تقدم القوات النظامية في دير الزور. وذكر «المرصد السوري» أنه خلال ال48 ساعة الماضية قتل نحو 70 عنصراً من القوات النظامية وحلفائها وعناصر من «داعش» في المعارك الضارية قرب البوكمال. واستمرت الاشتباكات بين قوات النظام و «داعش» على محاور في أحياء بمدينة دير الزور، وسط قصف مستمر من قبل قوات النظام بشكل مكثف على المدينة ومحاور القتال، ضمن سعيها لإنهاء تواجد التنظيم في المدينة، عقب توسيع نطاق سيطرتها لأكثر من 92 في المئة من مساحة دير الزور. ويأتي هذا الهجوم بعد إيفاد العميد سهيل الحسن المعروف بلقب «النمر»، والذي يقود العمليات في محافظة دير الزور، وذلك بغية السيطرة على كامل مدينة دير الزور. وأفاد «المرصد» بأن معارك دير الزور تزداد ضراوة، مشيراً إلى استمرار القتال بين قوات النظام و «داعش» على محاور في مدينة دير الزور وريف الميادين الشرقي، والضفاف الشرقية لنهر الفرات، ومحور محطة (التي تو) في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. ووثق «المرصد» خلال هذا القتال العنيف، تراجعاً لقوات النظام من ناحية العشارة إلى بلدة القورية، بعد هجوم معاكس من تنظيم «داعش» الذي استغل الظروف الجوية السيئة للمنطقة، وأجبر قوات النظام على الانسحاب من العشارة ومن أجزاء من بلدة القورية، حيث شن التنظيم هجوماً مباغتاً مكَّنه من تحقيق هذا التقدم، وترافق الهجوم مع قصف مكثف واستهدافات وتفجيرات عنيفة هزت المنطقة، فيما تزامن هذا القتال، مع قتال عنيف تدور رحاه في محيط المحطة الثانية (التي تو) بريف البوكمال الجنوبي الغربي. وتحاول قوات النظام تحقيق تقدم متزامن عبر السيطرة على محطة (التي تو) والتقدم والسيطرة على ناحية العشارة، والتي ستضعان البوكمال في مرمى قوات النظام، التي تحاول الوصول إليها والسيطرة عليها، لتستكمل بالسيطرة عليها، السيطرة على كامل الضفة الغربية لنهر الفرات من حدود الرقة وحتى حدود العراق وبالتالي إنها تواجده في كامل القسم الواقع غرب الفرات إلى الحدود مع حمص، وشهدت منطقة المحطة الثانية وبادية البوكمال وريف دير الزور الشرقي غارات جوية استهدفت مناطق تواجد التنظيم ومناطق سيطرته. كما شهدت الضفاف الشرقية لنهر الفرات استمرار القتال العنيف بين قوات النظام و «داعش». وعلم «المرصد السوري» أن الاشتباكات العنيفة تركزت بين الطرفين بالقرب من طابية جزيرة، نتيجة انسحاب قوات النظام من معظم جديد عكيدات، نتيجة هجوم معاكس نفذه التنظيم على المنطقة، وتزامنت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف بين طرفي القتال. وكان «المرصد السوري» أفاد أن قوات النظام تقدمت لتصبح على مسافة أقل من 11 كلم من ناحية البصيرة. وفي قلب مدينة دير الزور تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، ضمن السعي المتواصل لقوات النظام لفرض سيطرتها على ما تبقى من المدينة، والتي تعادل نحو 8 في المئة من مساحتها، المتبقية تحت سيطرة تنظيم «داعش» حيث تصعِّد قوات النظام قصفها مع الغارات من الطائرات الروسية والتابعة للنظام، على مناطق تواجد التنظيم ومواقعه، بينما يتواصل القتال في محيط منطقة طابية جزيرة، في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والقريبة من حقل غاز كونيكو، بعد انسحاب قوات النظام من قرية جديد عكيدات نتيجة الهجمات المعاكسة للتنظيم عقب سيطرت قوات النظام عليها أول من أمس. وخلفت الاشتباكات العنيفة والقصف المكثف المرافق لها بالمدفعية والهاون والدبابات وراجمات الصواريخ والتفجيرات والاستهدافات المتبادلة خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين، خلال ال48 ساعة الفائتة. ووثق «المرصد السوري» مقتل ما لا يقل عن 27 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، هم 13 من الجنسية السورية والبقية من جنسيات لبنانية وعربية وآسيوية. في حين وثق «المرصد السوري» مقتل 42 على الأقل من عناصر «داعش» فيما أصيب عشرات العناصر من الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة، ولا يزال عدد القتلى في صفوف الطرفين، مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.