بعد انحساره في جيوب ضيقة منفصلة في شرق سورية ومناطق محدودة قرب العاصمة السورية دمشق، صعّد تنظيم «داعش» الإرهابي في الأسابيع الأخيرة هجماته على مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ما أدى إلى مقتل 173 من هذه العناصر على الأقل منذ 13 الشهر الجاري. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه على رغم تناقص مساحة سيطرة «داعش» في شكل كبير إلى جيوب في دمشق وحمص ودير الزور والحسكة، وجيب على الحدود مع الجولان، عاود التنظيم تصعيد هجماته المتتالية، خصوصاً على قوات النظام. ويركز التنظيم ضرباته في محورين رئيسين في دمشق ومثلث حميمة– البوكمال– الميادين في ريف دير الزور وأطراف بادية حمص، ويهدف إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف خصومه، إضافة إلى توسعة نطاق سيطرته. وتمكن «داعش» من التوسع في حي القدم جنوبدمشق، ثم تنفيذ هجمات استهدفت المحطة الثانية النفطية في دير الزور، إضافة إلى هجمات في منطقة حميمة وبادية الميادين، وسط استهدافات لمواقع تابعة لقوات النظام وحلفائها، في غرب نهر الفرات، ضمن بادية دير الزور الشرقيةوالجنوبيةالشرقية. وكان «داعش» شنّ الأربعاء هجمات شملت مواقع لقوات النظام المتمركزة في بادية مدينتي الميادين والقورية، في ريف دير الزور الشرقي. وأشارت مصادر إلى أن عناصر التنظيم بدأوا هجومهم بعربة مفخخة استهدفت موقعاً للنظام في مدخل بادية الميادين، أعقب ذلك هجوم لعناصر يطلق عليهم «الانغماسيون» على محيط قلعة «الرحبة الأثرية» في بادية المدينة، حيث تتمركز بها قوات النظام مع الميليشيات المساندة لها. واندلعت مواجهات في محيط منطقة حميمة والمحطة الثانية قرب بادية دير الزور، حيث بات التنظيم يعتمد على الهجمات الخاطفة قبل الانسحاب. ووثق «المرصد» مقتل ما لا يقل عن 173 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، منذ 13 الشهر الجاري، من بينهم أكثر من 114 عنصراً قتلوا في دمشق في مقابل مقتل 47 مسلحاً من التنظيم. ونقل «المرصد» عن مصادر تأكيدها أن التنظيم عمد في الفترة السابقة إلى إعادة ترتيب عناصره المتبقين قبل تنفيذ محاولات التوسع.