تأمل البرتغال من نجمها «البارع» كريستيانو رونالدو (أفضل لاعب في العالم) بأن يمنحها في مونديال البرازيل جزءاً من مستوياته الرائعة التي يقدمها مع ريال مدريد الإسباني لترتفع إلى مستوى المنافسة. ربما لا يكون منتخب البرتغال مرشحاً بارزاً لإحراز كأس العالم، لكن مدربه باولو بنتو يعتبر أن «هذا الأمر يصب لمصلحتنا، وعلى خصومنا أن ينتبهوا منا»، ومن أصل خمس مشاركات للمنتخب البرتغالي في نهائيات كأس العالم بلغ الدور نصف النهائي مرتين، وهي نسبة رائعة في ظل المشاركات المحدودة للدولة الواقعة في شبه الجزيرة الآيبيرية بين إسبانيا والمحيط الأطلسي. مرة جديدة يبدو منتخب «الدروع الخمس» جاهزاً لبلوغ مراحل متقدمة، لكن وقوعه في مجموعة صعبة جداً تضم ألمانيا وغانا والولايات المتحدة ربما يعكر صفو مشاركته، وتأمل «سيليساو داس كويناس» بتكرار إنجازات أوزيبيو المهاجم الموزمبيقي الأصل عام 1966، الراحل في كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما سجل تسعة أهداف، محرزاً لقب هداف المسابقة ومسهماً في احتلال فريقه المركز الثالث من مشاركتها الأولى، إذ أقصت البرازيل (حاملة اللقب)، وهي طبعاً سترضى بتكرار نتيجة نسخة 2006، إذ حلت رابعة في ألمانيا. البرتغال، أمضت 20 عاماً جديداً خارج أسوار المونديال قبل العودة من الباب الضيق في مكسيكو 1986، وغابت ثلاث مرات، ثم فتحت صفحة جديدة في مونديال 2002، وقدم «برازيليو أوروبا» أنفسهم في مونديال 2006 بإشراف البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، عندما ظفروا بثلاثة انتصارات في الدور الأول، مقصين هولندا في مباراة عاصفة ثم إنكلترا، فوصلوا إلى نصف النهائي، إذ ودعوا بركلة جزاء من الفرنسي زين الدين زيدان، وفي مشاركتهم الأخيرة في جنوب أفريقيا سقطوا أمام جيرانهم الإسبان في الدور الثاني. لم يكن تأهل البرتغال (وصيفة كأس أوروبا 2004) لنهائيات 2014 سهلاً، فللمرة الثانية على التوالي اضطرت إلى خوض ملحق مؤهل، بعد البوسنة والهرسك في 2010، إذ تخطت السويد (4-2) بمجموع المباراتين برباعية حملت إمضاء رونالدو ليقصي ال«دون» ورفاقه كتيبة زلاتان إبراهيموفيتش، كما اجتاز فريق المدرب باولو بنتو مطبات كثيرة في تصفيات 2014، فبعد بلوغه دور نصف نهائي كأس أوروبا 2012 وسقوطه بركلات الترجيح أمام إسبانيا، كانت البرتغال مرشحة لتصدر المجموعة السادسة وبلوغ النهائيات بسهولة مرة سادسة، لكنها تعادلت مع إسرائيل وأرلندا الشمالية، واكتفت بالوصافة وراء روسيا. من أبرز نقاط قوة البرتغال، قائدها كريستيانو رونالدو (أفضل لاعب في العالم عامي 2008 و2014)، وصاحب المهارات الفردية والقدرة على التمرير والتسجيل من مختلف المسافات ومن الضربات الثابتة، إذ قال رونالدو: «نعرف أن المرشحين للفوز هم إسبانيا والبرازيلوألمانيا والأرجنتين، وهذا مناسب لنا». ويعول المدرب بنتو على المدافعين بيبي (ريال مدريد) وبرونو ألفيش (فنربغشة التركي)، وعلى لاعبي الوسط الموهوب جواو موتينيو (موناكو الفرنسي) وميغيل فيلوسو (دينامو كييف الأوكراني) وجناح مانشستر يونايتد الإنكليزي ناني، لكنه طالما افتقد رأس الحربة الفتاك في ظل تواضع هلدر بوستيغا (لاتسيو الإيطالي) وهوغو ألميدا (بشيكتاش التركي).