أكد رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، على أهمية تعزيز التعاون التجاري - الاقتصادي مع العالم العربي، مشيراً إلى «فرص استثمارية كبرى فيه، إضافة إلى نجاح المصارف الإسلامية والنظام المالي الإسلامي في مواجهة الأزمة الأخيرة في الاقتصاد العالمي». واعتبر في حديث إلى «الحياة»، أن «جمهورية تتارستان، التي تعد ثالث أهم إقليم في الاتحاد الروسي، هي بوابة عبور روسيا إلى العالم الإسلامي، وكانت أعلنت استعدادها للعمل مع المستثمرين في العالم الإسلامي، وإعداد مساحة للأعمال التجارية». وأسف لأن قلة يعرفون أن «تتارستان هي إحدى المناطق الروسية الأبرز على صعيد الإمكانات الاقتصادية»، في إشارة إلى ضعف سياسة روسيا التسويقية عموماً، موضحاً أن بلاده بدأت نشاطاً مكثفاً في المرحلة الأخيرة بهدف لفت الأنظار وجذب استثمارات عربية وإسلامية. وشدّد على أن أساس التعاون الاقتصادي مع العالم العربي، يكون من خلال العلاقات التجارية وتسويق المنتجات الصناعية، التي تنتجها شركات تتارستان، خصوصاً مع اهتمام العالم بإنتاج مواد غذائية، ما يؤمن ساحة للتعاون في مجال الإنتاج الزراعي. وأكد استعداد بلاده لدراسة كل الاقتراحات في هذا المجال، بدءاً من إنشاء مشاريع مشتركة أو توفير الأراضي الزراعية أو تصدير المواد الغذائية. وبيّن أن حجم التبادل التجاري «مع شركاء تتارستان العرب بلغ نحو 450 مليون دولار عام 2010، شكّلت الصادرات 441 مليون دولار منها». وتعتمد تتارستان أساساً على تصدير الشاحنات الثقيلة من طراز «كاماز»، ومنتجات مصنع كازان للمروحيات والبصريات والمعدات. ولفت إلى التعاون القديم والناجح بين الشركة الهندسية «كاماز» وكل بلدان العالم العربي تقريباً، لكن الحجم الأكبر لمعدلات التعاون ما بين عامي 2000 و2010 كان للعراق، فيما أبرز الشركاء التجاريين هم السودان وسورية والكويت. وأوضح مينيخانوف أن بلاده، ذات الغالبية السكانية المسلمة، افتتحت مكتباً إقليمياً لشركة «كاماز» في الإمارات، وتدرس فتح فرع في المملكة العربية السعودية. وأشار إلى تزايد الطلب العربي على انتاج «مصنع كازان للمروحيات»، الذي ينفذ حالياً عقوداً موقعة مع مصر والسودان لتوريد مروحيات من طرازي «مي 8» و «مي 17»، كاشفاً وجود «خطط لتصدير هذه المروحيات إلى الجزائر وليبيا وسورية والعراق واليمن». ولفت إلى جهود لتعزيز التعاون في قطاع السياحة، وإلى توقيع عدد من اتفاقات التعاون الثقافي مع بلدان عربية على مدى السنوات الخمس الماضية، بينها اتفاق بين وزارتي الثقافة في تتارستان والسعودية عام 2007، ومذكرة للتعاون مع الكويت في العام الجاري. وتحدث مينيخانوف عن أبرز المشاكل التي تعيق تقدم التعاون التجاري والاقتصادي بين الطرفين، مشيراً إلى برامج إصلاحية واسعة وجهود كبرى تصب في مجال تحسين المناخ الاستثماري والتجاري العام. وأشار الى عمليات إعادة هيكلة واسعة تجري حالياً لزيادة القدرة التنافسية الصناعية، ولتطوير القطاعات الرئيسة. وأكد أن الشركات الصناعية الكبرى تشهد حالات تحديث، ويتم إدخال التقنيات المبتكرة وتعزيز الآليات التقنية لقاعدة الإنتاج، كاشفاً عن قرب انجاز واحد من أضخم المشاريع الصناعية في السنوات العشر الأخيرة في مجال صناعة البتروكيماويات، هو مجمع صناعي ومصفاة في «نجني كامكس» بقدرة إنتاج عالية.