ارتفعت إلى 4 قتلى، حصيلة الهجوم الإرهابي الذي استهدف سوبرماركت في بلدة تريب الفرنسية، بعد وفاة المقدّم آرنو بلترام أمس متأثراً بجروحه، فيما دهمت الشرطة منزل الجاني رضوان لقديم، وعثرت على «كتابات تشير ضمناً إلى تنظيم داعش وتبدو كأنها عبارة عن وصية». وما عزّز الحزن لوفاة بلترام (44 عاماً)، تطوّعه ليحلّ مكان رهينة احتجزها لقديم، معتبراً أن درجة تدريبه وتجربته المديدة في القوات الخاصة تمكّنانه من السيطرة على الوضع والتوصل إلى مخرج إيجابي. لكن لقديم أطلق النار على بلترام، وأصابه بأربع طلقات، فاقتحمت قوات الأمن السوبرماركت وقتلت المهاجم. وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إن بلترام «سقط بطلاً وهو يستحق إعجاب الأمّة بأكملها وتقديرها، كونه جسّد المزايا العسكرية». وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب وفاة بلترام، معتبراً أنه «مات من أجل الوطن» ومؤكداً أن فرنسا لن تنسى أبداً «بطولته وشجاعته وتضحيته». وأشار إلى أن الضابط «ترك هاتفه على الطاولة مفتوحاً، وعندما سمعنا صوت طلقات نارية تدخلت قوة النخبة في الشرطة» وقتلت منفذ الهجوم الذي أعلن انتماءه إلى «داعش» الذي تبنى الاعتداء. وتابع: «هذا عمل بطولي يُعبّر عن شيم رجال الدرك وعناصر الشرطة الذين يضعون أنفسهم في خدمة الأمّة». وذكر مدعّي الجمهورية في باريس فرنسوا مولانس، الذي يتولى ملفات الإرهاب، أن الضابط «خاطر بحياته، واختار الحلول مكان الرهائن». وتوالت مواقف التأثر والتضامن في أوساط الطبقة السياسية، فيما أُفيد بأن الرئاسة تدرس تنظيم تكريم وطني لبلترام الذي كان قاد الحرس الجمهوري وأمّن القصر الرئاسي لأربع سنوات. وكان بلترام متزوجاً وليس لديه أبناء، وشارك في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في تدريبات في كركاسون، حول كيفية التعامل مع إطلاق نار داخل متجر. وذكر مصدر قضائي أن الشرطة دهمت منزل لقديم، وعثرت على «كتابات تشير ضمناً إلى تنظيم داعش وتبدو كأنها عبارة عن وصية». وقال مصدر قريب من التحقيق أن «المحققين عثروا على وصية مكتوبة بخط اليد، يُعلن فيها (المنفذ) ولاءه لداعش». في غضون ذلك احتُجز صديق لرضوان لقديم، للتحقيق معه بتهمة التعامل مع إرهابيين مجرمين. وقال مصدر قريب من التحقيق إن الموقوف قاصر من مواليد العام 2000. وكانت الشرطة أوقفت مساء الجمعة شريكة حياة لقديم، للتحقيق معها. ويسعى المحققون إلى تحديد أسباب انتقال المهاجم إلى الفعل وتنفيذ اعتداءاته، والبحث عن متواطئين محتملين. ولقديم (25 عاماً) مغربي الأصل ومعروف لدى أجهزة الأمن، لضلوعه بالإتجار بالمخدرات، وبدأ يتقرّب من الأوساط السلفية منذ العام 2014. وفندت الحكومة البرتغالية معلومات أفادت بمقتل أحد رعاياها في الهجوم، مشيرة إلى أن أحد مواطنيها أُصيب بجروح خطرة، ولم يُقتل.