شنّ تنظيم «داعش» هجوماً إرهابياً آخر في فرنسا أمس، إذ أقدم عنصر في التنظيم أفادت معلومات بأنه مغربي، على سرقة سيارة وإطلاق النار على الشرطة وأخذ رهائن في سوبرماركت، موقعاً 3 قتلى و16 جريحاً، قبل أن تقتحم الشرطة المتجر وتقتله. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده «تعرّضت الى هجوم إرهابي إسلامي» أوقع 3 قتلى و16 جريحاً، بينهم اثنان في وضع خطر. وأضاف أن ضابطاً في الشرطة بادل نفسه برهينة، هو «بين الحياة والموت». وتابع أن أجهزة الأمن تدرس إعلان «داعش» مسؤوليته عن الهجوم، وزاد: «أودّ إبلاغ الأمّة تصميمي المطلق على قيادة هذه المعركة. أحضّ الفرنسيين على أن يبقوا واعين للتهديد الإرهابي، ولكن أن يدركوا أيضاً القوة والمقاومة اللتين يظهرهما شعبنا، في كل مرة يتعرض فيها الى هجوم». أتى ذلك لدى عودته الى باريس من بروكسيل، لافتاً الى أن فرنسا «تواجه خطراً من الداخل منذ أشهر»، إذ أن أفراداً يتبنّون التطرف بشكل فردي، ويشكّلون تهديداً إرهابياً. لكنه حرص على طمأنة الرأي العام، مؤكداً تعبئة أجهزة الدولة بأكملها لحماية أمن المواطنين. وعانى الفرنسيون ساعات من قلق وترقّب، استحضرا اعتداءات وتفجيرات شهدتها بلادهم منذ العام 2015، ونفذها مهاجمون بايعوا «داعش» أو استلهموا أفعالهم منه، موقعة 241 قتيلاً ومئات الجرحى. ويعود الهجوم الأخير في فرنسا الى الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2017، عندما ذبح تونسي قريبتين في مرسيليا، قبل أن تقتله الشرطة. وصادف الهجوم أمس الذكرى الثانية للاعتداءات الإرهابية التي استهدفت بروكسيل في 22 آذار (مارس) 2016، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى. ونفذ الجاني الاعتداء على 3 مراحل، اذ سرق بعد العاشرة صباحاً سيارة قرب مدينة كركاسون، وقتل راكباً وجرح السائق، ثم أطلق النار على شرطيين كانوا يمارسون رياضة الركض، فجرح أحدهم، ثم توجّه الى سوبرماركت في بلدة تريب التي تبعد نحو 10 كيلومترات حيث قتل شخصين آخرين واحتجز رهينة. وقال وزير الداخلية جيرار كولومب الذي تفقد مكان الهجوم، ان منفذ الاعتداء يُدعى رضوان لقديم (26 عاماً)، مضيفاً انه تحرّك «بمفرده»، وكان معروفاً لدى قوات الأمن لارتكابه «جنحاً بسيطة». واستدرك: «كنا نتابعه ولا نعتقد بحصول تطرف، لكنه انتقل الى التنفيذ فجأة فيما كان مراقباً». وتابع ان الخطر الإرهابي لا يزال «قوياً جداً» في فرنسا. وتفاوضت قوات الأمن مع لقديم، مستعينة بوالدته وشقيقتين له أُحضِرن الى المكان لإقناعه بتسليم نفسه. لكن المفاوضات لم تسفر عن نتيجة كما يبدو، علماً انه طالب بإطلاق صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من منفذي مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، المُعتقل في فرنسا. وبعدما وجدت قوى الأمن أنها استنفدت أساليب التفاوض، اقتحمت السوبرماركت، إثر «فتح الإرهابي النار»، ما أدى الى مقتل لقدام وتحرير الرهينة الذي أصيب بجروح خطرة، علماً انه مقدّم في الشرطة الفرنسية، كان بادل نفسه مع رهينة مدني. كما جُرح عسكري. وأعلن «داعش» في بيان نشرته وكالة «اعماق» على تطبيق «تلغرام»، أن منفذ «هجوم تريب هو جندي في الدولة الإسلامية». وأحالت السلطات الملف على شعبة مكافحة الإرهاب في نيابة باريس. وقال رئيس بلدية تريب إريك ميناسي إن لقدام دخل السوبرماركت وهو يهتف «الله اكبر»، قائلاً: «سأقتلكم جميعاً». وروت امرأة كانت في السوبرماركت: «صاح رجل وأطلق أعيرة نارية. رأيت باب غرفة تبريد، وطلبت من الناس الاحتماء فيها. كنا 10 وبقينا هناك ساعة. سمعنا مزيداً من الطلقات النارية وخرجنا من باب الطوارئ».