منعت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة أمس نائب أمين سر المجلس الثوري في حركة «فتح» آمال حمد من مغادرة القطاع من دون ابداء الأسباب، في وقت احتجزت واستدعت عدداً من ناشطي الحركة والحراك الشعبي لانهاء الانقسام للتحقيق معهم. وقالت حمد ل «الحياة» إن رجال الأمن على حاجز أمني قرب بلدة بيت حانون على مسافة قصيرة من معبر «ايرز»، منعوها من مغادرة القطاع إلى رام الله في الضفة الغربية. وأضافت أن عناصر الأمن أوقفتها على الحاجز نحو ساعة ونصف الساعة قبل أن تأمرها بالعودة من حيث أتت. وعبرت عن استهجانها من منعها من السفر في ظل استمرار الجهود من أجل إتمام المصالحة، معتبرة أن المنع «رسالة واضحة من حماس بأنها غير معنية بإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة». ووصفت «الازدواجية» بين تصريحات قادة «حماس» عن المصالحة واجراءاتها العملية على الأرض بأنها «دجل ونفاق سياسي، وليست لها علاقة بالبعد الوطني الحقيقي وحال الوفاق التي تدعو اليها حركة فتح». وأشارت الى «استدعاء واحتجاز» عدد من ناشطي الحركة والحراك الشعبي لإنهاء الانقسام، «ما يدل على الرغبة في ابقاء الانقسام»، وقالت إن جهاز الأمن الداخلي «استدعى خلال الأيام الماضية نحو 15 ناشطاً، من بينهم أحد كوادر الحركة محمود قنن الذي يتم حجزه ساعات طويلة يومياً قبل أن يسمح له بالمغادرة، على أن يعود في اليوم التالي». ودانت «فتح» منع حمد من مغادرة القطاع، واعتبرت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة في الحركة أن «استمرار حماس القيام بهذه الممارسات في حق قيادات الحركة وكوادرها وضد أبناء شعبنا الفلسطيني في القطاع سيؤدي إلى توتير الأجواء وتسميمها، وتعطيل تنفيذ اتفاق المصالحة الذي ينهي الانقسام المستمر منذ أربع سنوات». بدوره، قال الناشط في الحراك الشعبي لانهاء الانقسام سامر أبو رحمة ل «الحياة» إن ضابطاً في الأمن الداخلي حقق معه أمس أثناء احتجازه مدة خمس ساعات في مقر الجهاز. وأضاف أن «التحقيق تناول نشاطاته والحراك ومصادر تمويل هذه النشاطات»، مشيراً الى أنه أبلغ الضابط بأن «نشاطاتنا مشروعة وفق القانون، ويتم تقديم إشعار بها قبل موعدها بنحو 48 ساعة وفقاً للقانون، في حين يتم تمويلها من أموال الناشطين أنفسهم وليس من أي جهة كانت». الى ذلك، حقق الأمن الداخلي أمس للمرة الرابعة خلال عشرة أيام مع مراسل قناة «فرنسا 24» الزميل الصحافي سلامة عطالله على خلفية تقرير أعده اخيراً عن جماعة سلفية جهادية تطلق على نفسها «طالبان فلسطين». ولا يزال الزميل عطالله محتجزاً حتى الآن لدى الأمن الداخلي.