الخُبر (السعودية)، باريس، لندن، نيويورك، سنغافورة - رويترز، أ ف ب - أعلن المدير العام لمنظمة الطاقة الدولية نوبو تاناكا أمس أن الدول الأعضاء في الوكالة التي تضم الدول الصناعية، ستسحب 60 مليون برميل من النفط من مخزوناتها الاستراتيجية للتعويض عن وقف الصادرات الليبية. وستضع الدول ال 128 الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية هذه الكميات في السوق لفترة أساسية من 30 يوماً، كما أوضح تاناكا في مؤتمر صحافي عقده في باريس. وبحسب الوكالة، فان الأحداث في ليبيا حرمت السوق في نهاية أيار (مايو) من 132 مليون برميل من النفط الخام. وهي المرة الثالثة فقط في تاريخ وكالة الطاقة الدولية التي أنشئت اثر الصدمة النفطية في 1973، التي يحصل فيها هذا الأمر. وكانت الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية وضعت مخزوناتها الاستراتيجية في السوق بعد اجتياح العراق للكويت في 1990 وبعد الإعصار كاترينا الذي ضرب الولاياتالمتحدة في 2005. وستشارك الولاياتالمتحدة في هذا الجهد بنسبة 50 في المئة والدول الأوروبية بنسبة 30 في المئة والدول الآسيوية بنسبة 20 في المئة، كما قال المدير العام للوكالة. وأكدت وزارة الطاقة الأميركية في بيان منفصل أنها ستسحب 30 مليون برميل من مخزوناتها التي تسجل حالياً مستوى «عالياً تاريخياً» من 727 مليون برميل. وستساهم فرنسا بحصة نسبية من استهلاكها، أي 3.2 ملايين برميل ما يعادل اثنين في المئة من المخزونات الاستراتيجية الفرنسية»، كما أوضحت وزير الطاقة اريك بيسون في بيان آخر. وانخفضت في شكل سريع أسعار العقود الآجلة لمزيج «برنت» والخام الأميركي الخفيف وسط تعاملات متقلبة. وهبط سعر برميل «برنت» أكثر من سبعة دولارات في لندن، وفي بورصة نيويورك التجارية انخفض الخام الأميركي الخفيف 3.70 دولار إلى 91.71 دولار للبرميل. وقبل صدور قرار الوكالة طغت مخاوف في شأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود على تراجع مفاجئ في مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك في العالم. وتراجعت أسواق الأسهم والسلع الأولية العالمية بعدما خفض مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي) ليل أول من أمس، توقعاته لنمو أكبر اقتصاد في العالم. ولم يشر رئيس المجلس بن برنانكي إلى أن البنك يدرس أي إجراءات تحفيزية إضافية لتسريع النمو، ما خيب آمال كثير من المستثمرين في أسواق السلع الأولية وشكّل ضغطاً على الأسواق من الذهب وحتى النفط. وارتفع مؤشر الدولار، ما عزز الضغوط على النفط الذي يتحرك غالباً في عكس اتجاه العملة الأميركية. وتوقع المجلس أن ينمو الاقتصاد الأميركي 2.7 إلى 2.9 في المئة هذا العام، انخفاضاً من 3.1 و3.3 في المئة توقعها في نيسان (أبريل). وخفض البنك أيضاً توقعاته للنمو في 2012 إلى ما بين 3.3 و3.7 في المئة. وأظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأميركية تراجع مخزون البنزين الأميركي على نحو مفاجئ بواقع 464 ألف برميل، إلى 214.6 مليون برميل، مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها مليون برميل. وانخفض مخزون الخام 1.7 مليون برميل مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي بأكبر نسبة منذ كانون الأول (ديسمبر) لتسجل أعلى مستوى في عشرة شهور. إلى ذلك، أفادت مصادر في صناعة النفط بأن السعودية صدّرت نحو 6.8 مليون برميل يومياً في أيار (مايو) من أصل نحو 9 ملايين برميل يومياً أنتجتها في ذلك الشهر، من دون تغير يذكر عن مستوى الشهر السابق. وامتنع مصدر في الصناعة عن إعطاء تقديرات للصادرات في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) اللذين من المنتظر أن ترفع السعودية فيهما إنتاجها إلى نحو عشرة ملايين برميل يومياً. وبعد فشل «أوبك» في الاتفاق على زيادة الإنتاج في اجتماع عقدته في وقت سابق هذا الشهر، تعهدت السعودية بمد السوق بما تحتاج إليه بصرف النظر عن السياسة العامة للمنظمة. وعلى رغم ذلك عبّر محللون عن مخاوفهم من حدوث شح في سوق النفط لأسباب منها أن السعودية تحتاج إلى الإنتاج لتلبية الطلب المحلي المتزايد. وقال مصدر في الصناعة لوكالة «رويترز»: «الطلب المحلي أعلى هذا العام لكن هذا لن يؤثر في صادراتنا». وأضاف: «صادراتنا بالتأكيد أعلى في هذا الوقت (من السنة) نظراً إلى ارتفاع الطلب من آسيا». وتستهلك المملكة نحو 200 ألف برميل من النفط الخام يومياً لتشغيل محطات الكهرباء. وقال مصدر آخر إن «استهلاك النفط في قطاع الكهرباء قد يرتفع إلى 500 ألف برميل يومياً خلال الفترة الصيفية التي تشهد ذروة الطلب». وبحسب بيانات من مبادرة البيانات النفطية المشتركة صدرت السعودية 5.69 مليون برميل يومياً في أيار 2010، مقارنة ب 6.8 مليون برميل يومياً في المتوسط في الأشهر الأربعة الأولى من 2011 و6.75 مليون برميل يومياً في نيسان. ولم تصدر البيانات الرسمية لأيار حتى الآن. من ناحية ثانية، قال تجار أمس إن «شركة بي بي» النفطية العملاقة اشترت الشحنة الثانية من زيت الوقود عالي اللزوجة والكثافة من السعودية بعد أسبوعين من تعاقدها على شراء أول شحنة من نوعها في نحو ثلاث سنوات». وباعت «اكسون موبيل» الشحنة التي تزن 90 ألف طن من زيت الوقود للتحميل بين 13 و 15 تموز من مصفاة سامرف في ينبع، بخصم يتراوح بين 27 إلى 28 دولاراً للطن عن أسعار سنغافورة الفورية بنظام التسليم على ظهر السفينة. وقبل الشحنة الأولى التي اشترتها في حزيران، كانت آخر شحنة مماثلة اشترتها «بي بي» منذ ثلاث سنوات في تشرين الأول (أكتوبر) 2008، بخصم يتراوح بين 20 و21 دولاراً للطن عن الأسعار الفورية، وفقاً لبيانات «رويترز».