خفضت «وكالة الطاقة الدولية» أمس تقديراتها للطلب العالمي على النفط خلال العامين الحالي والمقبل، بسبب نمو اقتصادي هزيل وارتفاع اسعار النفط وتراجع حاجات الصين والولاياتالمتحدة من النفط. وجاء في التقرير الشهري للوكالة أن «النمو الإقتصادي الرخو يمكن ان يخفض نمو الطلب على النفط بمقدار 900 الف برميل يومياً هذه السنة 2012 و800 الف في 2013»، اي أقل ب300 الف و400 الف برميل على التوالي من التقديرات السابقة. وأوضحت أن هذا النمو الضعيف يفسّر «بتضافر ارتفاع الأسعار والأجواء الإقتصادية السيئة». ووفق التقديرات الجديدة للوكالة فإن إجمالي الطلب العالمي على النفط سيبلغ 89.6 مليون برميل يومياً هذا العام و90.5 مليون العام المقبل، لافتة إلى أن الزيادة في الطلب تأتي من الدول الناشئة تحديداً. ولفتت الوكالة إلى أن التراجع في الولاياتالمتحدة والصين يساهم «في خفض أكبر للتقديرات المتعلقة بالطلب»، الذي تراجع نحو مئة الف برميل يومياً في الولاياتالمتحدة و600 الف في الصين خلال حزيران (يونيو). وترافق خفض تقديرات الوكالة للحاجات النفطية العالمية مع خفض تقديراتها للنمو العالمي في 2013 إلى 3.6 في المئة مقارنة ب3.8 في المئة حالياً. وأبقت الوكالة على تقديراتها لهذا العام على حالها عند 3.3 في المئة. في المقابل، أظهرت الوكالة أن الإنتاج ارتفع 300 الف برميل يومياً في تموز (يوليو) عما كان عليه في حزيران ليبلغ 90.7 مليون برميل. وعلى مدى سنة، سجل الإنتاج إرتفاعاً قدره 2.6 مليون برميل معززاً بحجم الإنتاج في العراق ودول «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (اوبك)، خصوصاً السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. وأكدت الوكالة أن إنتاج النفط الإيراني في أدنى مستوياته منذ نهاية الثمانينات وبلغ اقل من ثلاثة ملايين برميل يومياً في تموز (يوليو) بتأثير من العقوبات الأوروبية والأميركية. وأظهرت أرقام الوكالة انخفاض إنتاج ايران الشهر الماضي إلى 2.9 مليون برميل يومياً في مقابل ثلاثة ملايين في حزيران و3.2 مليون في ايار (مايو.) ولفتت إلى أن إيران صدرت مليون برميل يومياً فقط الشهر الماضي إنخفاضاً من 1.7 مليون في حزيران. وقال رئيس قسم الأسواق في الوكالة، ديفيد فيفي «يسبب تراجع النمو الإقتصادي تباطؤ الطلب على النفط عموماً». وتتوقع وكالة الطاقة أن يرتفع مخزون النفط في الإقتصادات الصناعية المتقدمة إلى 2.62 بليون برميل ما يعادل إستهلاك 57 يوماً في نهاية العام الحالي «وهو ما يعد من بين أعلى مستويات المخزون نهاية العام في العقد الأخير بسبب تراجع الإستهلاك في دول منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية». وتؤكد «أوبك» أن إنتاجها خلال الشهرين الماضيين تجاوز الطلب على نفطها بأكثر من مليوني برميل يومياً. وتوقع تقرير الوكالة «أن يستمر البعد السياسي في تقديم الدعم للأسعار. ومسألة إيران من المرجح ان تستمر في التأثير بدرجة كبيرة على السوق في النصف الثاني من العام الحالي». وأضاف «فضلاً عن ذلك هناك أخطار عدم استمرار التقدم الذي احرز في استئناف الإنتاج من ليبيا والعراق ونيجيريا إذا ساءت أوضاع التوترات السياسية هناك». الأسعار من ناحية أخرى، تراجع سعر خام القياس الأوروبي، مزيج «برنت»، إلى ما دون مستوى 113 دولاراً للبرميل إذ أثار تباطؤ حاد في تدفقات التجارة الصينية مخاوف في شأن الطلب على النفط، ما عزز الآمال حيال اتخاذ إجراءات لتعزيز الإقتصاد. وزادت الصادرات الصينية في تموز واحداً في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، لكن أقل كثيراً من التوقعات. وخسر سعر «برنت» في عقود أيلول 45 سنتاً إلى 112.77 دولار للبرميل في حين سجل الخام الأميركي 93.02 دولار للبرميل منخفضاً 34 سنتاً. وأعلنت «أوبك» أن سعر سلة خاماتها القياسية إرتفع إلى 108.39 دولار للبرميل أول من أمس من 108.36 دولار في اليوم السابق. وأكدت مصادر تجارية مطلعة أن الكويت خفضت سعر البيع الرسمي لنفطها الخام إلى زبائن آسيا للشحن في أيلول، 1.20 دولار.