واشنطن، كابول، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم، قراره الخاص بحجم المرحلة الاولى من الانسحاب العسكري المقرر الشهر المقبل لقوات بلاده من افغانستان. ويتوقع ان يرسم خطابه الخطوط الرئيسية لاستراتيجية خروج من هذا البلد بعد نحو عشر سنوات على اجتياحه. وعموماً، لزم البيت الابيض الغموض في شأن حجم الانسحاب وسرعته، مشدداً على انهما سيتقرران على ضوء «الوضع الميداني»، فيما افادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن «البنتاغون طلب من اوباما الابقاء حتى خريف 2012 على التعزيزات العسكرية التي ارسلت الى افغانستان نهاية 2009 ورفعت عدد الجنود الأميركيين الى حوالى 100 الف. ورجح مسؤولون أن يسحب أوباما بين 3 و5 آلاف جندي في تموز، بينهم جنود كان من المقرر إرسالهم إلى أفغانستان لكنهم سيبقون بدلاً من ذلك في الولاياتالمتحدة أو سيرسلون إلى مكان آخر. ومهما كان القرار الذي سيتخذه اوباما، والذي مهد له باجتماعات منتظمة مع فريقه للأمن القومي ولقائه الأسبوع الماضي قائد القوات الأجنبية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس، فهو سيسعى الى ايجاد مخرج لمعادلة صعبة تتطلب عدم تعريض التقدم «الهش» الذي تحقق على الارض للخطر، وهو ما اقرته ادارته نفسها، مع اخذ الرأي العام الأميركي في الاعتبار. وسيذكر أوباما الأميركيين بمبررات إبقاء عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في أفغانستان على رغم الأزمة المالية، في وقت زادت مطالبتهم بإنهاء العمليات في افغانستان والتي تقدر كلفتها السنوية بنحو 10 بلايين دولار، بعد تصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في عملية شنتها وحدة كوماندوس اميركية في باكستان في الثاني من ايار (مايو) الماضي. ويتوقع بالتالي ان يوجه اوباما الذي سيترشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، رسالة تفيد بأن الحرب التي بدأت بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 لن تستمر الى ما لا نهاية، علماً ان قمة الحلف الاطلسي (ناتو) في لشبونة نهاية العام الماضي اقرت مبدأ نقل مسؤوليات الأمن الى القوات الافغانية بحلول نهاية 2014. وسيأخذ اوباما في الاعتبار ايضاً العلاقات بين بلاده وباكستان التي يصفها البيت الابيض بأنها «اساسية لكنها معقدة»، مع اعتراف ادارته بتصاعد التوتر بعد تصفية بن لادن. وفيما طرأ توتر اخيراً على العلاقات بين الولاياتالمتحدةوافغانستان نتج من توجيه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي انتقادات لاذعة الى القوات الأجنبية وتحذيره من تحولها الى قوات احتلات، ما استدعى رد السفير الأميركي المنتهية ولايته كارل ايكنبيري عليه بلهجة شديدة، اعلن السفير الأفغاني لدى واشنطن، اكليل حكيمي، ان علاقات البلدين لا تزال قوية. وهوَن حكيمي من اهمية قول ايكنبيري إن «تصريحات كارزاي موجعة وغير مناسبة» بتأكيد ان «الإيجابيات التي تدعم العلاقات الثنائية اهم في الصورة الأوسع، لكن أموراً صغيرة تحدث ايضاً»، مستشهداً بقول مأثور: صديقك من صدقك وإن أبكاك». وأقرّ حكيمي بأن كارزاي وجه انتقادات أحياناً، «لكن أسبابها معقولة» في ظل مقتل مدنيين افغان كثيرين في غارات جوية ل «الاطلسي». وزاد: «اننا على خط المواجهة. أبناؤنا وبناتنا وشيوخنا يقتلون، ما يعني اننا ندفع التكلفة الفعلية». ميدانياً، قتل انتحاري من حركة «طالبان» مدنيين اثنين احدهما امرأة وجرح اثنان آخران، بعدما فجر قنبلة حملها بعد توقيفه امام مكاتب بشير سلانجي، حاكم ولاية باروان شمال افغانستان التي اعتبرت في منأى نسبياً عن تمرد «طالبان». وأعلن الناطق باسم الحركة قاري يوسف احمد مسؤولية الحركة عن الهجوم الذي أكد مجدداً اتساع تمرد «طالبان» في مختلف مناطق افغانستان. توقيف جنرال باكستاني وفي باكستان، اعلن الناطق باسم الجيش اللواء اطهر عباس توقيف الجنرال علي خان للاشتباه في اتصاله ب «حزب التحرير» المتشدد المحظور، علماً ان اختباء بن لادن لسنوات في البلاد غذى الشكوك حول وجود علاقة بين قسم من الجيش الباكستاني و «القاعدة». وأكد تواصل التحقيق مع المشبوه، وحرص الجيش على اعتماد سياسة عدم التسامح التام تجاه هذه النشاطات في صفوفه. الى ذلك، كشف مسؤول اميركي طلب عدم ذكر اسمه ان الوثائق التي جمعت من المنزل الذي شهد تصفية بن لادن في باكستان أظهر ان مكافحة شبكات تمويل الارهاب دفعت ب «القاعدة» الى استخدام عمليات الخطف لتمويل نشاطاتها. وقال المسؤول: «ليست عمليات الخطف امراً جديداً، لكنها شكلت وسيلة لمواجهة مشاكل التمويل»، علماً ان عمليات الخطف ممارسات رائجة لدى جماعات عدة مرتبطة ب «القاعدة»، خصوصاً «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» التي تحتجز «منذ منتصف ايلول (سبتمبر) 2010 اربعة فرنسيين خطفوا في شمال النيجر، اضافة الى ايطالية خطفت مطلع شباط (فبراير) في جنوبالجزائر. وتطور التعاون الدولي منذ عام 2001 لتحديد وتجفيف مصادر تمويل الارهاب، خصوصاً عبر مراقبة حركة نقل الاموال في العالم. واعتبر المسؤول الرفيع في وزارة الخزانة الأميركية ديفيد كوهين ان مقتل بن لادن «يقضي على رمز ناجح في جمع الاموال».