وقع الرئيس الأميركي باراك اوباما، خلال زيارته المفاجئة لكابول، اتفاق شراكة استراتيجية مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي، موجهاً بذلك رسالة الى حركة «طالبان» بأنها لن تستطيع انتظار خروج القوات الأجنبية البالغ عددها 130 ألفا من البلاد في نهاية 2014 لاستعادة السلطة. في المقابل، أكدت الحركة امتلاكها عناصر كثيرة داخل العاصمة الافغانية وجاهزيتها لتنفيذ عمليات في أي لحظة. وبالفعل، فجر احد انتحارييها سيارة مفخخة امام نزل «القرية الخضراء» في كابول، المحاط بتدابير امن مشددة، والذي يستخدمه موظفو الأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي، ما اسفر عن مقتل 7 اشخاص. وفيما ترافقت زيارة اوباما مع الذكرى السنوية الأولى لقتل وحدة كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في باكستان، اعلنت «طالبان» اطلاق حملة «هجمات الربيع ضد المحتلين الاجانب ومستشاريهم والمتعاقدين معهم، وجميع من يساعدهم عسكرياً واستخباراتياً، اضافة الى كبار مسؤولي حكومة كارزاي». وأكد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، أن التخطيط للهجوم بدأ فور سماع نبأ زيارة اوباما لكابول، فيما استبعد محللون إمكان تسرب نبأ الزيارة الى «طالبان» باعتبار انه لم يعلن عنها إلا بعد مغادرته العاصمة الافغانية. ولم يقتصر الهجوم على تفجير سيارة مفخخة، بل اقتحم مسلحو الحركة الذين تخفوا بملابس نسائية، مبنى القاعدة العسكرية البريطانية في «القرية الخضراء»، واشتبكوا لساعات مع القوات البريطانية والأفغانية التي تحرس القاعدة من الخارج. وبانتهاء الهجوم، حرص الناطق باسم الحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال الألماني كارستن ياكوبسون، على وصف العملية بأنها «محاولة يائسة لطالبان رافقها مجدداً أداء لافت للقوات الأفغانية»، في اشارة الى مواجهة القوات الحكومية قبل اسبوعين أكبر هجوم على كابول منذ بدء النزاع قبل عشر سنوات، والذي استهدف مقار حكومية وسفارات وقواعد اجنبية. وكان الرئيس الأميركي أكد بعد توقيعه اتفاق الشراكة الاستراتيجية، ان قوات بلاده لن تشارك بعد عام 2014 في عمليات قتالية أو دوريات، و «التي ستتولاها القوات الأفغانية وحدها». واشار الى ان القوات الأميركية اوشكت تحقيق هدفها من القدوم الى افغانستان، والمتمثل في منع «القاعدة» من استخدام اراضيها نقطة انطلاق لهجمات، لكنه استدرك بالقول إن «الأخطار لا تزال كبيرة، وعلى جنود القوات الأميركية تقديم تضحيات كثيرة». كما اكد رغبة بلاده في مواصلة الحوار مع المعارضة المسلحة في افغانستان لإقناعها بالانضمام الى حكومة كارزاي.