شكك قيادي سابق في «تنظيم القاعدة» في نية الحكومة تحقيق مصالحة وطنية، معتبراً انها «لا تتعامل بجدية مع هذا الملف، بل تستخدمه للكسب السياسي». وقال ناظم الجبوري، الذي انقلب على «القاعدة» وأصبح مسؤولاً عن «الصحوة» في صلاح الدين ثم استقال، إن «المصالحة خطوة على الطريق الصحيح، وإن ما تقوم به الحكومة هو حوار مع القادة الميدانيين للجماعات المسلحة وليس مع قادة تلك الجماعات، وأنا أشك في ان تحقق وزارة المصالحة او الحكومة اي نتائج ما لم تحاور القادة، وما لم يحضر الغائبون عن المشهد». وأوضح ان «معظم من شاركوا في الحوار مع الحكومة هم من العناصر الميدانية التي تركت السلاح منذ فترة طويلة، او التي كانت معتقلة وتريد تصحيح وضعها، ولذلك دخلت في مشروع المصالحة، ولايوجد فصيل مشارك بكل عناصره او قيادته». وكانت وزارة المصالحة الوطنية أعلنت إلقاء بعض الفصائل المسلحة سلاحها ودخولها في مشروع المصالحة من دون ان تعلن اسماء تلك الفصائل. ورجح الجبوري استمرار العنف في العراق «اذا لم تقم الحكومة بخطوات فعلية لمعالجة اسبابه، مثل الجهل والفقر والغبن والتخندق الطائفي والبطالة وإيجاد تسوية مع دول الجوار التي تحتضن قادة تلك الجماعات»، مشيراً الى ان «الجماعات المسلحة لا تفكر في أي منصب سياسي، ولا يهمها الدخول في العملية السياسية، لأن مشكلتها الوحيدة هي استمرار الوجود العسكري الاميركي». واستبعد عودة الصحوات الى العمل مع «القاعدة» مرة اخرى، لكنه أقر بأن بعض عناصرها أعادوا تعاملهم مع التنظيم «حفاظاً على حياتهم وحياة عائلاتهم». وحمّل «الحكومة وجميعَ السياسيين والاحزاب ذات المشروع الطائفي والمليشيوي المسؤولية، لأنها ربطت مصالحها باستمرار دوامة العنف في العراق»، وأشار في هذا الصدد إلى الى ان «الحكومة والاطراف السياسيين غدروا بالصحوات، ولم ينفذوا ما كان متفقاً عليه معها، من دمج 20 في المئة منهم بالأجهزة الامنية». وأكد ان «إيران هي من يهدد مستقبل العراق وليس القاعدة، لأن الأخيرة ستزول بزوال أسباب وجودها، وهي القوات الاجنبية والصراع الطائفي، اما إيران فهي باقية ولديها أطماع، ليس بالعراق فحسب بل بالخليج بأجمعه، وتريد استخدام العراق جسراً لتحقيق أطماعها، مستفيدة من ولاء بعض الأطراف الحكومية لها». وعبَّر عن تشاؤمه الشديد بمستقبل العراق، عازياً ذلك الى ان «اميركا ستتركه بلداً ضعيفاً فيه الكثير من المشاكل والصراعات الطائفية والقومية التي أوجدتها بدخولها، كما أوجدت جيشاً ومؤسسات أمنية، خلقتها بلا عقيدة عسكرية أو وطنية، بل بنته على اسس طائفية وعرقية».