بغداد، بلد - أ ف ب، رويترز - قال قائد مجلس صحوة الضلوعية (70 كلم شمال بغداد)، المعتقل منذ يومين بأوامر محكمة عراقية، انه وقّع لدى انقلابه على تنظيم «القاعدة» في ايار (مايو) 2008 «معاهدة» مع الاميركيين تمنع عنه الملاحقة القانونية. وفيما تواصلت العملية الأمنية «بشائر الخير» في ديالى التي أسفرت عن اعتقال 57 «مطلوبا» معظمهم من «القاعدة» قتل 4 اشخاص وأصيب 7 آخرون أمس بتفجير سيارتين مفخختين قرب وزارة النفط العراقية وسط بغداد. واوضح ملا ناظم الجبوري قائد صحوة الضلوعية (70 كلم شمال بغداد) أمس «وقعنا اتفاقا مع القوات الاميركية على وقف النار، كما وقعنا معاهدة يحصل بموجبها كل من وقعها على ضمانة ان لا يلاحق قضائياً من قبلهم، حتى لو قتل نصف الجيش الاميركي او اسقط طائرة». وكان الجبوري يرد على سؤال عن علاقة محتملة بين اعتقاله وإسقاط مروحية اميركية قبل عامين. واضاف، بينما كان في الباحة الخارجية لمقر فوج العدالة في بلد (70 كلم شمال بغداد) والتابع لمغاوير الداخلية «انها قضية افرازات بسبب انتمائي للفصائل المسلحة. ولا بد ان تكون هناك نتائج لهذا الانتماء. وأنا على استعداد لمواجهة القضاء كأي عراقي آخر». وتابع «هناك قضاء نزيه في العراق واطلب من القضاء ان لا يظلمني». وكانت قوة اميركية عراقية مشتركة اعتقلت مساء السبت الملا ناظم وشقيقيه ياسر وذاكر بينما كانوا في منزلهم في الضلوعية، التي كانت ابرز معاقل «القاعدة» والمجموعات المتطرفة. يذكر ان ياسر كان اصيب في تفجير مسجد ناظم الجبوري قبل ايام. من جهته، صرح العقيد جبار عبد الامارة آمر فوج العدالة، «وردتنا مذكرة قبض تخص ملا ناظم الجبوري وشقيقيه صادرة من رئاسة محكمة استئناف صلاح الدين في تكريت، وقبض عليه وفق المادة اربعة (من القانون حول) الارهاب، لتسليمه للقضاء». واضاف «هناك شكاوى ضده في جرائم قتل وخطف، كما انه مطلوب لشرطة مكافحة الارهاب في تكريت». وأكد قائد الصحوة ان مذكرة اعتقال صدرت بحقه «بحكم انتمائي الى الفصائل المسلحة من سنتين الى ثلاث سنوات». وأوضح ان «القوة التي اعتقلتني عراقية، وهي قوة تنفيذية تحركت بأمر قضائي، ولا اشكال في ذلك. لم يكن هناك ما يمس بحقوق الانسان من ضرب او تعذيب او تقييد اثناء توقيفي». واضاف: قالوا «انت مطلوب للعدالة فأجبتهم انا حاضر». وقال نائب محافظة صلاح الدين أحمد كريم ان الجبوري متهم بأعمال قتل وقعت في بلدة الدجيل ذات الغالبية الشيعية خلال ذروة الصراع الطائفي في العراق بين عامي 2006 و2007. وأضاف ان أفراداً من الدجيل وجهوا اتهامات الى الملا ناظم بالضلوع بقتل اقارب لهم. ولم يدل بمزيد من التفاصيل حول الاتهامات. وأشار الى أن الجبوري كان أحد عناصر تنظيم «القاعدة» في الوقت الذي وقعت فيه هذه الجرائم المزعومة. وكان الجيش الاميركي اعلن في حزيران (يونيو) 2006 ان اكثر من 500 من المقاتلين الذين حملوا السلاح في وجه القوات الاميركية والعراقية شمال بغداد انضموا في ايار لعملية المصالحة الوطنية. واوضح ان «ما مجموعه 506 متمردين في قضاء بلد انضموا الى عملية المصالحة مع الحكومة العراقية، وسلكوا طريقا مغايرا»، مشيرا الى ان «عملية القاء السلاح بدأت في 22 ايار» 2008. وكان ضابط عراقي اعلن الثلثاء الماضي «القضاء على اكثر من تسعين في المئة» من عناصر «القاعدة» في الضلوعية، ونزل السكان الى الشوارع للاحتفال بشكل عفوي بذلك للمرة الاولى منذ انتهاء الحرب مع ايران العام 1988. يشار الى ان السلطات العراقية اعتقلت اواخر اذار (مارس) الماضي قائد صحوة منطقة الفضل عادل المشهداني اثر صدور مذكرة توقيف بحقه «بعشرات التهم» الامر الذي اثار مخاوف حيال مصير الصحوات في المناطق الاخرى. لكن الحكومة نفت مراراً اي استهداف للصحوات، مؤكدة في الوقت ذاته انها ستعتقل كل من يصدر بحقه مذكرة توقيف قضائية. الى ذلك، اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل 4 اشخاص واصابة 7 آخرين أمس بتفجير سيارتين مفخختين في مرآب بالقرب من وزارة النفط العراقية وسط بغداد. واوضحت ان «4 اشخاص، بينهم شرطيان قتلوا، وأصيب 7 اخرون بانفجار سيارتين مفخختين في مرآب سيارات تابع لوزارة النفط وسط بغداد». واضافت ان «التفجير وقع منتصف النهار». يشار الى المرآب يقع في الجهة المقابلة للوزارة ويفصل بينهما شارع. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري اعتقال عشرات «المطلوبين» معظمهم من عناصر تنظيم «القاعدة»، خلال عمليات امنية تنفذها قوات عراقية منذ ايام في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد). وأوصح ان «قواتنا اعتقلت فجر الاثنين 17 ارهابياً، بينهم اثنان من امراء تنظيم القاعدة، في محافظة ديالى»، مشيرا الى ان «الاعتقالات تمت في منطقة الكاطون وبهرز». وتابع ان «المطلوبين المعتقلين خلال العملية بلغ عددهم 57 شخصا بينهم ثلاث نساء». وبدأت القوات العراقية تنفيذ المرحلة الثانية من عمليات «بشائر الخير» التي نفذت المرحلة الاولى منها منتصف العام الماضي في ديالى. واشار العسكري الى ان «العمليات تنفذها قوات عراقية من منزل الى آخر وقرية لاخرى، لملاحقة تنظيم القاعدة الذي لجأ الى ديالى لتنفيذ مخططاته الارهابية». وكان العسكري أعلن الجمعة الماضي «اعتقال ما مجموعه 42 مطلوبا في اليوم الاول للعملية العسكرية فضلا عن عدد من المشتبه بهم». وكان مصدر امني اكد مساء الجمعة انطلاق المرحلة الثانية من عملية «بشائر الخير» التي تجري بمشاركة «اكثر من اربعين الف عنصر من الجيش والشرطة وهدفها ضرب معاقل المجموعات المسلحة التي لجأت أخيرا الى ديالى وخصوصا القاعدة».