خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية أمس وقلص سعر الفائدة على الودائع إلى ما دون الصفر، في محاولة للتصدي لخطر سقوط منطقة اليورو في دوامة انكماش أسعار على غرار ما عانت منه اليابان. وكان قرار خفض أسعار الفائدة متوقعاً على نطاق واسع. وقلص البنك سعر الإيداع إلى -0.1 في المئة، وسعر إعادة التمويل الرئيس إلى 0.15 في المئة، وسعر الإقراض الحدي، وهو سعر الاقتراض الطارئ، إلى 0.4 في المئة. وكان مقرراً أن يعلن البنك في وقت لاحق أمس في بيان صحافي عن مزيد من إجراءات السياسة النقدية. بدوره التزم «بنك انكلترا» (البنك المركزي) بخطته لمساعدة الاقتصاد على استعادة عافيته في شكل كامل، وأبقى على أسعار الفائدة عند مستوى قياسي منخفض أمس على رغم النمو القوي وارتفاع أسعار المنازل. وكما كان متوقعاً على نطاق واسع، أبقت لجنة السياسة النقدية في البنك سعر الفائدة الرئيس عند 0.5 في المئة، وهو المستوى الذي لم يحد عنه منذ المرحلة الأسوأ من الأزمة المالية قبل أكثر من خمس سنوات. ولم يصدر بيان عن اللجنة، في حين ستُعلن تفاصيل تصويت الأعضاء التسعة خلال أسبوعين. إلى ذلك تراجع اليورو إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر أمس بعد قرار «المركزي» الأوروبي خفض أسعار الفائدة. وهبط نحو 0.3 في المئة إلى 1.3666 دولار بعد الإعلان. واستقر سعر الذهب قريباً من أدنى مستوياته في أربعة أشهر أمس، مسجلاً في التعاملات الفورية 1243.51 دولار للأونصة. وتترقب الأسواق بيانات الوظائف الأميركية غير الزراعية المقرر صدورها اليوم لمعرفة المؤشرات على قوة الاقتصاد، في حين من شأن صدور بيانات ضعيفة أن ينعش الإقبال على الذهب كاستثمار آمن نسبياً. وأوردت صحيفة «بيزنس داي» أمس أن نقابة العمال في جنوب إفريقيا رفضت عرضاً حكومياً بزيادة الأجور بهدف إنهاء إضراب عمال مناجم البلاتين المستمر منذ خمسة أشهر والذي أصاب القطاع بالشلل. واستقر سعر الفضة في السوق الفورية عند 18.76 دولار، وتراجع البلاتين 0.34 في المئة إلى 1426.4 دولار، والبلاديوم 0.3 في المئة إلى 830.88 دولار. وقال رئيس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي ان المصرف لن يتردد في اتخاذ مزيد من الاجراءات لدعم اقتصاد منطقة اليورو الذي يشهد تباطؤاً ويعاني تضخماً منخفضاً جداً. وقال في مؤتمر صحافي بعد اجتماع المجلس التنفيذي للمصرف: «اذا تطلب الامر سنتحرك بسرعة نحو مزيد من التيسير للسياسة النقدية. هناك اجماع في المجلس التنفيذي في شأن تعهده بأن يستخدم ايضاً ادوات غير تقليدية في اطار التفويض الممنوح له إذا اصبح ذلك ضرورياً لمواصلة التصدي لأخطار استمرار التضخم المنخفض لفترة طويلة جداً». واضاف ان اسعار الفائدة وصلت من الناحية العملية الي القاع. وقال ان «المركزي» توصل الى قراره بعد دراسة أحدث التوقعات الاقتصادية التي أعدها خبراء المصرف.