تزايد القلق في الأوساط الشيعية من تفجر الصراع بين ميليشيا «جيش المهدي» التابع لتيار مقتدى الصدر بعدما استعاد نشاطه، ومنشقين عن التيار ابرزهم جماعة «عصائب اهل الحق»، وشهدت مدينة الصدر في بغداد اشتباكات بين الجانبين مساء اول من امس أسفرت عن قتل وجرح 7 اشخاص، وعزاها مكتب التيار الى «نزاع عشائري». وأبلغت مصادر مطلعة إلى «الحياة» ان الاشتباكات التي جرت السبت في مدينة الصدر كانت بين «جيش المهدي» وجماعة «ابو درع» المنتمية الى «عصائب الحق» إثر إقدام «الجيش» على اغتيال احد مساعديه ويدعى سيد أحمد أمام منزله المقابل لجامع الامام الحسن العسكري في منطقة سوق العورة. وأضافت المصادر ان «مجموعة تستقل سيارتين رباعيتي الدفع باغتيال سيد أحمد، بعدها اندلعت الإشتباكات وراح ضحيتها اكثر من 7 اشخاص بين جريح وقتيل». وزادت ان «العصائب» تمكنت من قتل 2 من عناصر جيش المهدي، وأصابت 3 آخرين، فيما سقط جريحان من جماعة ابو درع وان تدخل الجيش وضع حداً لها. وابو درع أو «سفاح الرصافة» على ما يلقب، كان قائد المجموعات الخاصة في «جيش المهدي» بين 2006 و2007 ، وهو متهم بقتل المئات من السنة وعناصر الاجهزة الامنية. وكان يذهب الى المناطق ذات الغالبية السنية بسيارات اسعاف او سيارات الشرطة ليصطاد ضحاياه الذين ذبح بعضهم على مرأى اهالي مدينة الصدر في الشوارع العامة. وبعد انطلاق العمليات الاميركية والعراقية ضد «جيش المهدي» عام 2008 هرب ابو درع الى ايران وما زال هناك حتى اليوم، لكنه يزور العراق بين حين وآخر. وانشق عن «جيش المهدي» بسبب اعتراضه على قرار تجميده عام 2008. لكن مسؤولاً في مكتب «الشهيد الصدر» نفى ان يكون الاشتباك بين «جيش المهدي» و «عصائب الحق». وقال في بيان أمس ان «الاشتباكات التي دارت امس (السبت) في بعض قطاعات داخل مدينة الصدر كان سببها خلافات عشائرية ولا صحة للأنباء التي نقلتها بعض وسائل الاعلام عن تدخل جيش المهدي طرفاً في الاشتباكات». وأضاف ان «بعض وسائل الاعلام تحدثت عن اشتباكات بين جيش المهدي واشخاص ينتمون الى المنشق عنه ابو درع، وهي عارية عن الصحة». ويرى مراقبون ان «تفجر النزاع بين المليشيات الشيعية في مدينة الصدر ربما ينتقل الى المدن والمحافظات ذات الغالبية الشيعية، ما ينذر بأزمة قد تكون مبرراً إضافياً للاميركيين للبقاء في العراق». الى ذلك، قتل ضابط في الجيش برتبة عقيد وموظف في امانة بغداد وأصيب شرطي بأسلحة كاتمة للصوت في ثلاثة هجمات منفصلة في بغداد. وقال مصدر في الشرطة ان «مسلحين مجهولين هاجموا بأسلحة كاتمة للصوت العقيد طه ابراهيم محمد، لدى مروره في شارع فلسطين (شرق بغداد)، وأردوه في الحال وفروا إلى جهة مجهولة». وأشار الى ان «مجموعة مسلحة اخرى اطلقت النار من اسلحة كاتمة للصوت على احد موظفي امانة بغداد واردته في الحال. وهاجم مسلحون مجهولون احد افراد الشرطة قرب الجامعة التكنولوجية جنوب شرقي بغداد، ما ادى إلى اصابته بجروح خطيرة نقل على اثرها إلى المستشفى.