رفضت المرجعية الشيعية في النجف التدخل لتسوية الخلاف بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجماعة «عصائب أهل الحق» التي دعا الصدر الى اجتثاثها أسوة بالبعثيين وتنظيم «القاعدة». وقال رئيس وفد العشائر المكلف لقاء المراجع لحضهم على إنهاء الخلاف بين العصائب والصدر الشيخ ابو محمد العامري، إن «مدير مكتب المرجع السيد كاظم الحائري رفض تدخل المرجعية. وقال ان هذه الأمور شخصية وليست شرعية». وأضاف العامري في تصريح إلى «الحياة» بعد خروجه من مكتب الحائري مع عدد من شيوخ عشائر الفرات الاوسط، ان «الشيخ قاسم الاسدي ممثل الحائري طلب منا التوجه الى السيد مقتدى الصدر شخصياً والتكلم معه لأن المرجعية لا دخل لها بأمور شخصية، فهي تتدخل في امور دينية شرعية بحتة». وشدد شيوخ العشائر على أنهم سيعملون بتوجيه المرجعية ويلتقون الصدر والتكلم معه لإنهاء الخلاف بين الطرفين. وقال الشيخ عيدان الجبوري ل «الحياة»: «في الأيام المقبلة سنذهب الى منزل السيد مقتدى الصدر لنحضه على الصلح مع الشيخ قيس الخزعلي»، نافياً «حدوث اشتباكات بين جماعة عصائب اهل الحق وجيش المهدي في حي العامل جنوب بغداد»، وأشار الى ان «هذه الأنباء عارية عن الصحة ونحن لا نقبل التصعيد بين الفصيلين، لأنهما من دين ومذهب واحد». وكانت وسائل إعلام تحدثت عن حصول اشتباكات مسلحة بين «عصائب اهل الحق» وأنصار الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر في حي العامل جنوب بغداد . يشار إلى ان الصدر طالب باجتثاث «العصائب» من العملية السياسية كما يجتث البعثيون وتنظيم «القاعدة» . إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من المرجعية أنها «ليست ديوان عشائر لفض النزاعات بين الناس، إنها مصدر توجيهي روحي وشرعي». وكانت الخلافات بين التيار الصدري و «عصائب أهل الحق» تصاعدت بعد انشقاق «العصائب» عن التيار عام 2007، ولم تنفع كل المحاولات التي بذلت لمصالحة الطرفين. وشن الصدر هجوماً عنيفاً على «العصائب» واتهمها بأنها «مجموعة قتلة لا دين لهم»، مؤكداً أن «هؤلاء هم عشاق الكراسي ومن تبعهم فهو منهم»، كما اتهمهم صراحة بقتل القيادي في التيار صالح العكيلي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008، وعناصر من الجيش والشرطة في أوقات سابقة.