أكد مسؤولون أمنيون أن جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد تفكك إلى عشرات الجماعات التي تنفذ اغتيالات منهجية لصالح أطراف محلية وأجنبية، وأصبح الجيش مجرد عصابات إجرامية صغيرة متورطة في أعمال قتل وخطف وابتزاز بالأجر. وقال رئيس هيئة أركان عمليات بغداد اللواء الركن حسن البيضاني إن هذه الجماعات تحولت إلى مرتزقة ليس لها أيديولوجية ولا أجندة محددة. وأضاف: "هذه الجماعات ليس لها اتصال بمكاتب الصدر ولا بمقتدى الصدر نفسه". ومن جانبه استنكر الصدر ما تقوم به الجماعات المنشقة ووصف أفرادها بالقتلة والمجرمين، ودعا قوات الأمن العراقية والقبائل إلى طردهم. ورغم أن الحركة الصدرية تحولت إلى قوة سياسية تشارك في الحياة العامة في العراق، إلا أن كثيرا من مقاتليها يواجهون صعوبات في التأقلم على الحياة العادية. وإن كانت جماعتا عصائب الحق وكتائب حزب الله هما أشهر جماعتين منشقتين عن جيش المهدي إلا أن عشرات الجماعات الأخرى انشقت أيضاً وتعمل كمرتزقة، وفق ما يؤكده مسؤولون أمنيون. ويؤكد مسؤولون أمنيون أن الجماعات المنشقة عن جيش المهدي تمارس عملها وفق منهجية وبصورة أقرب للاحترافية، حيث تضم فرقاً للرصد وملاحقة الأهداف والقتل والتوثيق. ويتكون فريق إطلاق النار من السيارات من سائق وقناص يجلس في المقعد المجاور للسائق ومسلح لحماية القناص. وتوجه الولاياتالمتحدة أصابع الاتهام نحو جيش المهدي في كثير من أعمال العنف التي يتعرض لها جنودها، كما تتهم إيران بتزويد هذه الجماعات بالأسلحة المتطورة، وقال السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري إن الحرس الثوري الإيراني وقوة القدس التابعة له يمدان بعض الميليشيات العراقية "بأسلحة فتاكة." إلا أن إيران نفت هذه الاتهامات. في سياق منفصل أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل ستة من رجال الشرطة في هجمات متفرقة أمس، حيث هاجم مسلحون يستخدمون أسلحة مزودة بكاتم صوت نقطة تفتيش في مدينة بعقوبة وقتلوا أربعة من رجال الشرطة بينهم ضابط برتبة نقيب وشخص مدني، وفي وقت لاحق أصيب خمسة من رجال الأمن عندما انفجرت حافلة صغيرة استخدمت في الهجوم كانت قوات الأمن تحاول فحصها. وفي حي المنصور ببغداد قتل رجلا شرطة وأصيب ثمانية آخرون عندما انفجرت قنبلة قرب أحد المتاجر، وأضاف المصدر أن قنبلة ثانية انفجرت في المكان عندما كان رجال إطفاء يحاولون إخماد الحريق دون أن يتسبب في وقوع أضرار.