أكد أحد زعماء القبائل في أجدابيا شرقي ليبيا أن طائرة ألقت، أمس، بقنبلتين على قاعدة عسكرية في المنطقة التي باتت منذ أيام خاضعة بالكامل لسيطرة المناهضين للزعيم معمر القذافي، كما ألقت الطائرة قنبلة ثالثة في البريقة المجاورة، وذلك غداة مواجهات بين المعارضين وقوات موالية للنظام أسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل. وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن خطة دولية للسلام في ليبيا طرحتها فنزويلا هي قيد البحث لإيجاد سبيل يؤدي لخروج ليبيا من «الوضع المأساوي» الذي تعيشه، مع عدم وأد تطلعات الشعب الليبي. يأتي قصف بريقة وأجدابيا بعد محاولة فاشلة من القوات الموالية للقذافي لاستعادة المدينتين، أمس الأول. ومنذ ذلك الحين، تحلق طائرات ليبية مقاتلة فوق البريقة، التي نجحت قوات القذافي في استعادتها لساعات، قبل أن تعود وتفقدها. وكانت المنطقة التي يوجد بها مطار صغير ومنشآت نفطية ومصفاة وميناء لتصدير النفط، وقعت بأيدي المحتجين على نظام القذافي في 23 فبرايرالماضي. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس حذر من أن ليبيا قد لا تلتزم بالحظر الجوي الذي قد تفرضه الأممالمتحدة عليها. وأوضح أن المحادثات بشأن الخيارات العسكرية لم تكن جادة، وأن «فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا تستلزم بداية تدمير الدفاعات الجوية». من جهة أخرى، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وزراء الخارجية الأوروبيين إلى اجتماع استثنائي مخصص لليبيا، الخميس المقبل، عشية قمة الدول ال27 حول المسألة نفسها. وأعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، فتح تحقيق بحق 10 إلى 15 مسؤولا ليبيا «يشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وقيامهم بأعمال خطيرة بحق السكان المدنيين». وأوضح أن التحقيق سيستهدف القذافي ومسؤولين كبارا، في دائرته الضيقة. ووصل نحو 400 من عناصر البحرية الأمريكية «المارينز»، أمس الأول، إلى قاعدة سودا العسكرية في جزيرة كريت اليونانية، على أن يتم نقلهم في الأيام المقبلة إلى متن سفينتين حربيتين أمريكيتين موجودتين حاليا في المتوسط قبالة سواحل ليبيا. ويعد المسؤولون العسكريون الأمريكيون لائحة بالخيارات لاقتراحها على الرئيس باراك أوباما كما يجرون محادثات مع نظرائهم الأوروبيين. غير أن خيار التدخل العسكري لحلف الأطلسي في ليبيا يثير انقسامات حادة بسبب المخاوف من ردود الفعل في العالم العربي. وحذر الزعيم الليبي من أن تدخلا أجنبيا قد يؤدي إلى «آلاف القتلى». وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أن الجيش الليبي أسر ثلاثة جنود هولنديين ومدنيين اثنين خلال عملية إجلاء من ليبيا بمروحية. وأضاف مصدر أن الليبيين سلموا سفارة هولندا المدنيين وهما هولندي وأوروبي آخر لم تكشف جنسيته. من جهة أخرى، أعلنت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان أن أعمال القمع أسفرت عن مقتل ستة آلاف شخص بينهم ثلاثة آلاف في طرابلس وألفان في بنغازي، وهي أكبر بكثير من حصيلة ال220 إلى 250 قتيلا التي كانت أشارت إليها مصادر طبية محلية واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي بروكسل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن أن الحلف لا ينوي التدخل في ليبيا لكنه يستعد «لكل احتمال». وأضاف أن الحلف يتابع الوضع الميداني عن كثب وأخذ علما بطلب المعارضة الليبية في بنغازي من الدول الغربية تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع القوات الموالية للنظام .