تستعد مراكز اللياقة البدنية في المملكة خلال الفترة الحالية، لاستقبال جمع ليس بالقليل من الراغبين في الاشتراك فيها، إذ تشكّل الأيام المقبلة أوج المواسم بالنسبة إليها وأكثرها انتعاشاً، نظراً إلى كونها تتزامن مع إجازة الصيف التي يستغلها الكثيرون كفرصة مواتية للالتحاق بأحد هذه الأندية المنتشرة في أحياء كل مدينة، بغية تحقيق عدد من الأهداف التي يأتي بينها إنقاص بضع غرامات من الجسم، أو شد أجزاء معينة منه، إضافة إلى اتخاذها فسحة يُستغل فيها بعض الوقت الطويل الذي تتم معايشته خلال الإجازة الصيفية. وتعتبر هذه الأندية واحدة من الأماكن القليلة التي يُمكن للشاب الاتجاه إليها والاستمتاع فيها، فقائمة الاتجاهات الشبابية تكاد لا تزيد عن استراحات ومقاهٍ، الأمر الذي يظهر دليلاً على تزايد إنشاء هذه الأندية بشكل ملحوظ، ففي الرياض مثلاً من النادر أن يخلو حي سكني من وجودها، بل إن هناك أحياء يظهر فيها أكثر من نادٍ، ويبرز مع كل منها معدّل عالٍ من المشتركين، يصل في أقلّ الأحوال إلى 50 شخصاً في الفترة الواحدة، فمجموعة جاءت بهدف الوجود في صالة الحديد، وأخرى للعب كرة القدم، وثالثة لممارسة هواية السباحة، في حين تأتي مجموعة أخرى للاستفادة من كل تلك الخدمات المقدّمة، لتنقضي بذلك فترة طويلة من اليوم، يحددها المشترك بنفسه، خصوصاً أن الأندية في معظمها لا تلزم المشترك بالوجود وقتاً محدّداً، وإنما تتيحه له بالشكل الذي يريد، حتى وإن كان طوال اليوم. وهناك دواعٍ تدفع الشباب أو حتى من تخطّوا مرحلة الشباب أحياناً إلى الالتحاق بأندية اللياقة، فبجانب الأهداف المتعارف عليها بالنسبة إلى كثير منهم، هناك أهداف أخرى تبدو أهميتها كبيرة، إذ إن هناك من يتخذ هذه الأندية مساعداً له لتغيير الشكل العام للجسم، وتحديداً من خلال إبراز بعض العضلات، وذلك لأهداف مختلفة تتأرجح بين إدراكه لحاجته إلى تقوية جسمه وجعله أكثر صلابة، وبين أمر لا يتجاوز مسألة تغيير في «اللوك» وحسب، من دون الالتفات إلى أي جوانب صحيّة وبدنية تتعلّق بهذا الشأن، في مقابل أشخاص استهلوا حزم حقائبهم للسفر إلى الدراسة في أميركا أو إحدى الدول الأوروبية، فأرادوا تصحيح ما تعانيه أجسامهم من زوائد وغيرها، والحال ذاتها تنطبق على بعض المقبلين على الزواج، إذ تعد أندية اللياقة أمراً أقرب إلى كونه لازماً على الكثيرين قبيل الزواج، في صورة تبدو معها هذه الأندية ك«ملجأ» يجد فيه رواده الكثير من الرغبات، ويحققون خلال وجودهم فيه عدداً من الأهداف المختلفة. تبدو مسألة التسلية وقضاء وقت الفراغ من الأمور الرئيسية لدى عبدالرحمن الطلاسي، الذي لم يلتفت إلى أي أهداف أخرى من دخوله في أحد أندية جنوبالرياض، إذ يجد أن وقت الفراغ الذي يجده في يومه لاسيما في فترة الإجازات، أمراً يجعله يبحث عمّا يشغله. ويضيف: «ها هي إجازة الصيف تقترب، وأجد من المهم تجديد اشتراكي في المركز الذي اعتدت عليه، فهو يسهم في تقليص ساعات اليوم التي قد تكون بلا عمل، فكوني لا أزال طالباً ولا أنوي السفر خلال الشهر الأول من الإجازة، فمن المناسب العودة مجدداً إلى النادي». ونظراً إلى قرب سفر حمد السلطان إلى ولاية أوهايو الأميركية لغرض الدراسة، فقد فضّل قضاء الفترة المقبلة داخل أحد الأندية، للمحافظة على لياقة جسمه. ويقول: «أحافظ على وزن معيّن وأسعى إلى عدم زيادته، فأنا أمارس الرياضة باستمرار، سواء في الأندية أم في المنزل بواسطة بعض المعدات التي أمتلكها، ومن الصعب أن أنقل معي هذه المعدات، أيضاً من الصعب الاشتراك في أحد الأندية بعد سفري مباشرة وأنا لا أعرف كيف سيصبح الوضع هناك، لذا أردت مواصلة برنامجي خلال هذه الفترة، حتى أتعرف على بعض الأمور هناك».