اصطدمت رغبة النساء خصوصا الطالبات في مدينة جدة بممارسة الرياضة مع بدء إجازة الصيف بزيادة رسوم الاشتراك في الأندية الرياضية التي تتراوح بين 800 إلى 1500 ريال لمدة ساعتين شهريا، ما أجبر العديد من النساء على التخلي عن فكرة ممارسة الرياضة على أمل أن يعيد أصحاب الأندية الرياضية النظر في أمر هذه الرسوم. وبررت الكثيرات اللواتي التحقن أو فكرن في الاشتراك بنادٍ رياضي العزوف عن الالتحاق بالأندية الرياضية بجدة إلى الزيادة الكبيرة في أسعار رسوم الاشتراك، وأبدين استياءهن من هذه الزيادة التي ليس لها ما يبررها، لا سيما في ظل وجود عدد كبير من الأندية سواء في المراكز الأهلية تحت الإشراف الطبي، أو الفنادق التابعة لإشراف وزارة السياحة. أسعار متفاوتة وكشفت جولة قامت بها «الشرق» في عدد من المراكز والأندية الرياضية عن تفاوت أسعار رسوم الاشترك، ففي حين بلغ سعر الالتحاق بناد مجهز بكافة أجهزة التخسيس وقياسات الطول والوزن إضافة إلى وجبة وزيارة خاصة من أخصائية تغذية 800 ريال لمدة ساعتين في شهرين، وبلغ سعر نادٍ مجهز بأحدث الأجهزة الرياضية 1500 ريال للشهر الواحد. وقالت المتدربة في نادٍ رياضي خاص في جدة، عائشة الهندي إنها تسدد شهريا مبلغ 600 ريال كرسوم اشتراك في النادي على الرغم من أنها لا تتدرب سوى على أجهزة تقليدية كالسير وغيرها، مشيرة إلى أن التدريبات بواقع ساعتين تكون الأولى تحت اشراف المدربة والثانية للوجبة والتدريب بالأجهزة. وأبدت متدربة أخرى في نادٍ رياضي وتدعى عبير علي عن استيائها من ارتفاع رسوم الاشتراك، موضحة أن الرسوم تضاعفت خصوصا في الأندية المجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات، حيث وصلت إلى 1500 ريال في الشهر. استثمار الوقت واستغربت الباحثة الاجتماعية دانية بنت الشريف آل غالب مغالاة الأندية الرياضية، مشددة على ضرورة توفر مكان لتفريغ الطاقة وممارسة الرياضة برسوم رمزية لتفادي السمنة، خصوصا لربات البيوت، واستثمار أوقاتهن بما يعود عليهن بالنفع، وأكدت ل»لشرق» أن التحاق النساء بالأندية الرياضية استثمار مهم للوقت ويجنبهم العديد من الأمراض خصوصا السمنة، وقالت: ينبغي توفر عمل تطوعي للنساء يشعرهن بقيمتهن تجاه المجتمع، وممارسة الرياضة ليست ترفيها كما يتصوره البعض، بل أمرا ضروريا لاستثمار الفراغ بطريقة تبني ولا تهدم. وأشارت إلى أن من أبرز مشكلات المجتمع عدم احترام الوقت، والتخطيط المدروس لشغل أوقات الفراغ، مؤكدة أن ما تقوم به الأندية الرياضة من زيادة في رسوم الاشتراك ليس له ما يبرره، ويفترض على أصحاب المراكز والأندية وضع رسوم رمزية بحيث لا تكون الشريحة «القابلة للدفع» هي المستهدفة والمستفيدة فقط من تأهيل أبنائها، مشددة على أهمية الدور الإعلامي لنشر الوعي بين أفراد المجتمع، وحث الأندية على تشجيع النساء بتقليل قيمة رسوم الاشتراك. رسوم ثابتة من جهتها، دافعت مسؤولة المركز الرياضي للتدريب في أحد المستشفيات الخاصة، جميلة فليمبان عن المراكز والأندية الرياضية، مؤكدة في الوقت نفسه أن نسبة إقبال النساء على الأندية ترتفع في الصيف وفي المواسم، لكنها أوضحت أن الأمر ليس له علاقة بزيادة الرسوم، وقالت: «الرسوم ثابتة ولا تتجاوز ال 350 ريالا، صحيح أننا نستقبل في الصيف ضعف ما نستقبله طوال العام، وأحيانا يصل العدد للأربعين، عكس ما يحدث بقية العام، حيث لا نستقبل سوى نسبة قليلة لا تتجاوز العشرين مشتركة فقط». عدم التزام أما المدربة السابقة في نادٍ رياضي تابع لإحدى المستشفيات الخاصة بجدة، بدرية الزهراني، فترى أن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الأندية الرياضية ليست في عزوف النساء عن ممارسة الرياضة بل في عدم التزامهن وحضورهن في الموعد المحدد للتدريبات. وكشفت أن السيدات اللواتي تجاوزن الثلاثين عاما هنّ الأكثر التزاما في التدريبات، أما صغيرات السن فإنهن ينقطعن فجاة عن التدريبات دون إبداء الأسباب، موضحة أن نسبة إقبال السعوديات على الأندية ضعيف جدا رغم معاناتهن من السمنة وقلة الرشاقة. أسباب العزوف وشددت أخصائية التغذية سهير باحمدان على أهمية ممارسة المرأة للرياضة لمدة 45 دقيقة بمعدل ثلاثة أيام أسبوعيا، مؤكدة أن ممارسة الرياضة تقضي على الشعور في الكآبة ،وتقلل من الضغوط النفسية وتمنح المرأة مزيداً من النشاط والحيوية، إضافة إلى إنقاص الوزن، مرجعة عزوف النساء عن الأندية الرياضية إلى عدم توفر المواصلات أحيانا، والإصابة بالإرهاق في أحيان أخرى. في المقابل، طالبت رئيسة قسم السيدات بشركة جدة يونايتد الرياضية، وكابتن فريق جدة يونايتد للسيدات، لينا المعية باستحداث هيئة تضبط رسوم الاشتراك في الأندية الرياضية، مؤكدة أن الوضع الحالي يتطلب وجود جهة رياضية تشجع المرأة على ممارسة الرياضة وتخصص أماكن رياضية عامة تتيح للمرأة مزاولة الأنشطة الرياضية مجانا. تنمية القدرات فيما أكدت الإعلامية ريم محمد على أهمية المراكز والأندية الرياضة لتنمية قدرات المرأة، بشرط أن لا تكون برامجها لممارسة الرياضة مملة، موضحة أن الرياضة عامل مهم للقضاء على الملل والفراغ القاتل وعدم الاستسلام للضغوطات النفسية التي تواجه أغلب النساء، فالرياضة تفريغ للضغوطات، وضرورية للمحافظة على الشباب والحيوية ومحاربة الشيخوخة المبكرة. نسبة الأمراض لدى النساء في المملكة الناجمة عن البدانة * هشاشة العظام 67% * الضغط 68% * السكري 35%