في إطار المهرجان اللبناني للكتاب الذي تقيمه الحركة الثقافية- أنطلياس أحيا الممثل والمخرج بديع أبو شقرا أمسية قدم خلالها قراءة ممسرحة لمختارات من كتب الروائي الفرنكوني ألكسندر نجار في ترجمة عربية ورافقها عزف رباعي من الأوركسترا السمفونية اللبنانية بقيادة الموسيقي الفرنسي نيكولا شيفرون. أما النصوص فاختيرت من ثلاثة كتب لنجار هي: «ميموزا»، «صمت التينور» و «مدرسة الحرب». وسعى الممثل أبو شقرا إلى منح كل نص إيقاعه السردي وبعده المشهدي موظفاً صوته وتقنياته الأدائية التي عرف بها. وغدت النصوص المقروءة في صيغتها الممسرحة كأنها مقاطع متواصلة يتجاوب بعضها مع بعض، تجاوب الصوت والصدى، لتشكل صورة سردية جميلة تتمثل روح النصوص التي تنتمي إلى ما يشبه السيرة الذاتية. قدمت الأمسية الكاتبة تريز الدويهي حاتم قائلة:» بداية سأحاول التعريف بالمشاركين في هذا اللقاء: الكاتب، القارئ والعازف وبخصوصية هذا اللقاء. الكاتب ألكسندر نجار. محامٍ وكاتب مميز في الفنون الأدبية على تنوعها: الشعر، القصة القصيرة، الرواية بخاصة التاريخية منها، المسرح، أدب السيرة والأبحاث. اختار اللغة الفرنسية لغة للكتابة، عرفت أعماله رواجاً واسعاً وترجمات عدة. حاز جوائز وأوسمة محلية وعالمية. فريد في دعمه للآداب، رجل نصير للآداب، يرعى الحياة الفكرية والأدبية في تخفٍ، بعيداً عن التبجح. هو مدير ملحق «لوريان ليتيرير» الفرنكوفوني والعامل لاستمرارية صدوره منذ عام 2006، ملحق أدبي، ثقافي، وطني. يخص النتاج الأدبي بالمكانة التي يستحق، يقاوم بالفكر والكلمة الظلامية والجهل ويعلي راية الدفاع عن الحريات العامة. أما القارئ فهو الممثل الموهوب والمحبوب بديع أبو شقرا. حياته المهنية شريط من المسلسلات التلفزيونية، من الوقفات على خشبة المسارح ومن الأدوار السينمائية. هو أيضاً بارع في الإلقاء والأداء. شارك في مهرجانات بيت الدين صيف 2017 في عرض حمل اسم «ابن بطوطة»، على وقع موسيقى الأوركسترا الإسبانية، قارئاً لرسائل ابن بطوطة داعياً الحضور إلى مشاركته أسفاره إلى البعيد أما العازف فهو الموسيقي الفرنسي نيكولا شيفرون. في الندوات لمناقشة الكتب، غالباً ما نقع تحت تأثير شرح أو تفسير المحللين أو تعليق وتعقيب الحاضرين. أما في هذه العشية، فسنكون والنص الأدبي في تفاعل مباشر من دون وسيط، نتلقى تردداته وصدى الكلمات، إيحاءاته والعبر، بخاصة أن النصوص هي مختارات من أدب السيرة وتحديداً من ثلاثية نجار الصادرة باللغة العربية عن دار «سائر المشرق». فأدب السيرة المنبثق من الذاكرة يأخذنا في مغامرة شيقة، نتوغل في أرجاء الذات الفسيحة الغنى، في حديقة نجار الداخلية حيث دفق من الأحاسيس والذكريات والصور. مشاهد كثيرة من الحياة يخطها في سطور ملوناً كلماته بألوان الزهور... واستعادة للطفولة والشباب في كنف والدٍ «مثال» مثقف يعلي القيم فوق كل اعتبار، وأمٍ حضورها مشع زهرة يفوح شذاها تضحية ومحبة».