الدفنية، طرابلس، بنغازي - رويترز، أ ف ب، أ ب - يتطلع معارضون ليبيون الى التقدم في المناطق، التي تسيطر عليها القوات الحكومية الى الشرق من العاصمة، بعدما رفضوا عرضاً، مع الولاياتالمتحدة، من سيف الاسلام القذافي باجراء انتخابات. وكان تقدم المعارضة صوب طرابلس بطيئاً بينما فشلت هجمات حلف شمال الاطلسي التي بدأت منذ أسابيع، وشملت قصف مجمع للقذافي وأهداف أخرى، في إنهاء حكم العقيد معمر القذافي المستمر منذ 41 عاماً. واندلعت المعارضة المسلحة لحكم القذافي قبل أربعة أشهر في بنغازي بشرق ليبيا في حين بدأ تدخل حلف الاطلسي في ليبيا منذ ما يقرب من 13 أسبوعاً وهي مدة أطول مما توقعه كثير من مؤيديه. وبدأت التوترات تظهر داخل الحلف. ولمح تييري بوركار، المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية، الى أن المعارضة الليبية بدأت تستعد للتقدم صوب طرابلس معقل القذافي. وقال للصحافيين الخميس ان المعارضين يحققون «تقدماً في الغرب وفي حزام يصنعونه الآن حول منطقة طرابلس». ووصف فريق لوكالة «رويترز» في الدفنية على مشارف مصراتة، معقل المعارضة في غرب البلاد، المعارضين وهم يطلقون نيران المدفعية وقاذفات الصواريخ امس الجمعة في نطاق نحو 20 كيلومتراً. وقال معارضون انهم يتطلعون الى دبابات وذخيرة في نعيمة بالقرب من زليطن. وتبعد زليطن 160 كيلومتراً فقط عن طرابلس وهي البلدة الرئيسية التالية في اتجاه العاصمة على الطريق الساحلي على البحر المتوسط بعد مصراتة. ومن شأن سيطرة المعارضة عليها أن يمثل انتصاراً كبيراً. وقال المعارضون انهم لن يهاجموا زليطن بسبب الحساسيات القبلية لكنهم يجندون مقاتلين من البلدة وينتظرون أن ينتفض سكانها على القذافي. وتقاتل قوات المعارضة قوات القذافي على جبهتين أخريين: إحداهما في الشرق حول مدينة البريقة النفطية، والأخرى في منطقة الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس. وحقق المعارضون مكاسب بطيئة لكنها مهمة في الاسابيع القليلة الماضية في الجبل وقرب مصراتة ما جعل خط الجبهة أقرب الى طرابلس من جهة الشرق والجنوب الغربي. وقال المعارضون ان هجوماً على موقعهم قرب بلدة اجدابيا في ساعة متأخرة مساء الخميس أصاب ما لا يقل عن 16 مقاتلاً بجراح فيما قد يكون حادث نيران صديقة سببه غارة جوية لحلف شمال الاطلسي. وقال متحدث باسم حلف الاطلسي ان الحلف ليست لديه معلومات عن الحادث. واستأنفت طائرات الحلف قصف طرابلس في ساعة متأخرة الخميس وسمع دوي أربعة انفجارات الى الجنوب من المدينة. وكان القذافي وصف المعارضين بأنهم «جرذان» وهو يقول ان حملة حلف الاطلسي عمل من أعمال العدوان الاستعماري الذي يستهدف سرقة النفط الليبي. وقال مسؤولون في الحلف انهم قد لا يجدون الموارد لمواصلة الحملة بينما أثار جمهوريون في الكونغرس الاميركي تساؤلات تناولت الأسس القانونية لاستمرار المشاركة الاميركية في الحملة الليبية وهددوا بقطع التمويل عنها. وقال شاهد من «رويترز» انه سمع دوي ستة انفجارات على الاقل جنوب شرقي طرابلس أمس الجمعة. وذكر ان سحب الدخان ارتفعت في السماء. وفي تقرير منفصل قال التلفزيون الليبي في وقت سابق ان حلف شمال الاطلسي قصف اهدافاً في حي عين زارة في طرابلس. وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان «فرنسا غير ضالعة في أي اتصالات مباشرة قد تكون أُجريت في باريس بين الثوار الليبيين وممثلين عن نظام القذافي». وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو لوكالة «فرانس برس»، رداً على سؤال عما اذا كان يؤكد حصول مثل هذا الحوار بين طرفي النزاع الليبي في العاصمة الفرنسية، «ان كانت اتصالات مباشرة حصلت، فلم نكن على ارتباط بها ولسنا من بادر اليها». وكان المبعوث الروسي الى ليبيا ميخائيل مارغيلوف اعلن الخميس في طرابلس ان رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي اقر باجراء «اتصالات مباشرة» بين ممثلين عن النظام الليبي وعن الثوار الاربعاء في باريس. ونقلت «فرانس برس»، في نبأ لها من تونس، عن المبعوث الروسي ان مندوبين عن القذافي أجروا اتصالات اخيراً مع ممثلين عن الثوار في عدد من العواصم الاوروبية بينها برلين وباريس واوسلو. لكن محمود جبريل، مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي، نفى خلال مؤتمر صحافي في نابولي ما اعلنه المبعوث الروسي. وقال جبريل، في المؤتمر الذي شارك فيه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، ان المجلس الانتقالي الممثل للثوار الليبيين «التزم ابلاغ كل اصدقائه في العالم (..) في حال اجراء مفاوضات». وأضاف: «ان المجلس الانتقالي يلجأ الى السبل كافة، السياسية منها والعسكرية، لتحرير البلاد واقامة حكومة تستند الى الدستور والى المساواة في الحقوق». وشكّك فراتيني في امكان اجراء حوار بين الثوار ونظام القذافي، وقال ان «ايطاليا شجعت على الدوام اجراء اتصالات والتوصل الى حل قائم على الحوار لكن للأسف النظام لم يعط رداً ايجابياً وظل يطالب بضمان بقاء القذافي في السلطة». وقال فراتيني انه يثق في المجلس الانتقالي «لتحديد المعايير والسبل لاقامة قناة للحوار لكن ليس بأي حال من اجل اعطاء الشرعية للنظام الحالي الذي يتعرض لعزلة دولية». واضاف فراتيني ان «كبار المسؤولين (الليبيين) سيتلقون خلال ايام مذكرات توقيف دولية» وبذلك سيفقدون شرعيتهم. وفي جنيف اعتمد مجلس حقوق الانسان لدى الاممالمتحدة الجمعة قراراً لتمديد مهمة لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة في شأن الادعاءات بانتهاك حقوق الانسان في ليبيا. وندّد القرار، الذي اعتمد بالاجماع في اليوم الاخير من دورة المجلس ال17، «من دون لبس بتدهور وضع حقوق الانسان في ليبيا منذ شباط (فبراير) الماضي». وكان المجلس قرر ارسال لجنة تحقيق الى ليبيا خلال جلسة خاصة عقدت في 25 شباط. وتتهم اللجنة، التي يرأسها الخبير القانوني المصري شريف بسيوني، نظام القذافي بشن هجمات منهجية ضد السكان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وخلص فريق محققي الاممالمتحدة ايضاً الى ان قوات الثوار ارتكبت اعمالاً ترقى الى جرائم حرب. ولم تتمكن لجنة التحقيق من التوجه الى ليبيا إلا في مهمة قصيرة استمرت ثلاثة اسابيع وطالبت بتمديد مهمتها. وتمكن الخبراء الثلاثة، الذين عيّنهم مجلس حقوق الانسان، من لقاء ممثلين عن طرابلس وبنغازي. وزارت اللجنة طرابلس والزاوية وبنغازي وطبرق والبيضا وأكدت انها «لقيت تعاوناً من كل الاطراف المعنية من ممثلي الحكومة الليبية والمجلس الوطني الانتقالي».