اكد الزعيم الليبي معمر القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الرسمي ان حلف شمال الاطلسي الذي يشن حملة عسكرية ضد نظامه "سيهزم حتما" ولن يتمكن من تغيير "اي شيء" في ليبيا. وقال القذافي "سيهزمون، سيهزم الحلف حتما". واضاف الزعيم الليبي الذي يحكم بلاده منذ 42 عاما غير آبه بالدعوات المتعددة من الداخل والخارج لرحيله، "مصممون ألا نغير أي شيء في بلدنا الا بإرادتنا وبعيدا عن طائرات الحلف". وتابع "نحن صامدون مقاتلون، اذا نزلوا الى الارض نحن بانتظارهم، لكن هؤلاء جبناء لا يجرؤون على النزول الى الارض". ودعا القذافي الليبيين الى "تحرير" بلدهم. وقال "استعدوا رجالا ونساء لتحرير ليبيا شبرا شبرا". ميدانياً قتل عشرة اشخاص واصيب 40 آخرون بجروح في قصف شنته قوات العقيد معمر القذافي على منطقة مصراتة، معقل الثوار في غرب ليبيا، كما افادت مصادر من الثوار امس. وقال المتحدث باسم الثوار احمد حسن ان جميع الضحايا هم من المدنيين وقد قتلوا او جرحوا نتيجة سقوط صواريخ غراد على المدخلين الغربي والشرقي للمدينة. واضاف المتحدث ان من بين القتلى امرأة عثر على جثتها تحت انقاض منزلها. وفي طرابلس دوت عدة انفجارات امس غداة زيارة مبعوث روسي افاد عن محادثات تجري بين نظام معمر القذافي والثوار الليبيين الذين نفوا ذلك. وهزت انفجارات قوية بعيد ظهر امس وسط طرابلس بعد سماع دوي انفجارات بعيدة صباحا. وافاد الحلف الاطلسي في تقريره اليومي انه قصف الخميس هدفين في طرابلس ومحيطها فضلا عن آليات عسكرية ولا سيما في البريقة (شرق) وفي محيط مدينة مصراتة المتمردة (غرب). ومع اشتداد القصف الاطلسي وتزايد عزلته على الساحة الدبلوماسية، اعلن النظام استعداده "للتحالف مع الشيطان لابعاد العدوان عنه". واشار المحمودي الى امكانية التحاور مع الاخوان المسلمين والمعارضين في المنفى، مستبعدا في المقابل اي اتصال مع المسؤولين السابقين في النظام الذين انضموا الى الثوار. وادلى المحمودي بتصريحاته في ختام لقاء مع المبعوث الخاص الروسي لافريقيا ميخائيل مارغيلوف الذي زار طرابلس. واكد مارغيلوف ان "اتصالات مباشرة تجري بين بنغازي وطرابلس". ثم عاد مارغيلوف واكد امس في تونس ان اتصالات جرت بين نظام معمر القذافي والثوار الليبيين "في عدة عواصم اوروبية ، في فرنسا والنرويج والمانيا" ودول اخرى. ولكن محمود جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الليبي نفى امس اجراء اي حوار مع النظام، خلال مؤتمر صحافي في نابولي، جنوب ايطاليا مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني. وقال جبريل ان المجلس الانتقالي الممثل للثوار الليبيين "التزم بابلاغ كل اصدقائه في العالم في حال اجراء مفاوضات". وقال جبريل ان المجلس الانتقالي "يلجأ الى كافة السبل، السياسية منها والعسكرية، لتحرير البلاد واقامة حكومة تستند الى الدستور والى المساواة في الحقوق". وشكك فراتيني بامكانية اجراء حوار بين المعارضة ونظام القذافي، بقوله ان "ايطاليا شجعت على الدوام اجراء اتصالات والتوصل الى حل قائم على الحوار ولكن للاسف النظام لم يعط ردا ايجابيا وظل يطالب بضمان بقاء القذافي في السلطة". واضاف فراتيني ان "كبار المسؤولين (الليبيين) سيتلقون خلال ايام مذكرات توقيف دولية" وبذلك سيفقدون شرعيتهم. وقالت باريس من جانبها امس انها لا تشارك في اي اتصالات. واعتبر حلف شمال الاطلسي اعلان سيف الاسلام القذافي الاستعداد لتنظيم انتخابات خلال ثلاثة اشهر نهجا "خبيثا" واكد انه سيبقي على الضغوط طالما ظل المدنيون معرضون للتهديد. وقالت المتحدثة باسم الحلف الاطلسي اوانا لوغسكو "من الصعب ان نتصور ان يتحول الدكتاتور الى ديموقراطي بعد 41 سنة الغى خلالها القذافي الانتخابات والدستور والاحزاب والنقابات". وذكرت بان لدى الحلف الاطلسي ثلاثة اهداف عسكرية هي وقف الهجمات على المدنيين، واعادة العسكريين الى ثكناتهم، وحرية تحرك منظمات الاغاثة. وتبنى مجلس حقوق الانسان لدى الاممالمتحدة الجمعة قرارا حول تمديد مهمة لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة حول الادعاءات بانتهاك حقوق الانسان في ليبيا. والقرار الذي اعتمد بالاجماع في اليوم الاخير من دورة المجلس ال17 "يندد ايضا بدون لبس بتدهور وضع حقوق الانسان" في ليبيا منذ فبراير.