يستضيف فريق الهلال نظيره الاتحاد مساء اليوم في ذهاب نصف نهائي بطولة النخبة على كأس خادم الحرمين الشريفين في «كلاسيكو» مثير ينتظره جماهير الفريقين خصوصاً، والجماهير السعودية عامة، عطفاً على التنافس الكبير بين الطرفين في السنوات العشر الأخيرة على مختلف البطولات، وجاء تأهل الاتحاد من الطريق الصعب على حساب النصر بالتعادل ذهاباً بثلاثة أهداف لمثلها وإياباً بهدف لهدف مستفيداً من أفضلية التسجيل على أرض الخصم، فيما وصل الهلال بكل سهولة عندما كسب الفيصلي ذهاباً (2-1) وإياباً (3-0). الاتحاد تفوق على الهلال في مسابقة كأس الملك حيث حقق اللقب في النسخة السابقة للمرة الأولى على حساب الهلال في عقر داره ووسط جماهيره، وسبق أن أبعده من دور نصف النهائي من البطولة ذاته في النسخة الأولى، وكان حضور الهلال باهتاً في كل النسخ الثلاث السابقة وفشل في تدوين اسمه في سجل الأبطال الذي يحمل لقبين لنادي الشباب وبطولة واحدة للاتحاد. يحرص كلا الفريقين للحصول على أفضل النتائج في مباراة الذهاب التي تعتبر الأهم في حسابات المدربين في مثل هذه البطولة، كون الفائز سيقترب كثيراً من العبور إلى النهائي كما أن التعادل بأكثر عدد من الأهداف هو انتصار للفريق الضيف، وهو ما يجعل المواجهة الأولى أكثر سخونةً، والجماهير اعتادت على مشاهدة معترك كروي مختلف تماماً عندما يلتقي الهلال بالاتحاد، ولن يلتفت المدربين إلى تقديم المستوى على أرض الميدان بقدر الحرص على تحقيق النتيجة المطلوبة، ودائماً ما يكون الحذر والحيطة العنوان الأبرز للمواجهات الكبيرةً في الدقائق الأولى لإدارك المدربين أهمية عدم ولوج مرمى فريقهم هدف باكر يربك الخطوط كافة ويمنح الخصم دفعة معنوية قد تقوده إلى الأفضلية الميدانية طوال التسعين دقيقة ومن ثم تمكنه من نتيجة المباراة. الهلال المتوج ببطولة الدوري وكأس ولي العهد يعاني في الفترة الأخيرة من تراجع الروح المعنوية للاعبيه إلى جانب الإصابات التي دهمت صفوفه وتأكد على إثرها غياب قائده ياسر القحطاني إضافة إلى احتمال عدم جاهزية المدافع اسامة هوساوي وكذلك السويدي ويلهامسون الذي حضر متأخراً بعد مشاركته مع منتخب بلاده وخالد عزيز لعدم التزامه بحضور التدريبات الأخيرة، كما أن ارتباط بعض اللاعبين مع المنتخب الأولمبي والشباب سيحرم الفريق من خدمات نواف العابد ومحمد القرني وسلمان الفرج، لذا ستكون مهمة المدرب الأرجنتيني كالديرون ليست سهلة لتعويض جملة الغيابات، خصوصاً أن الخصم بقامة فريق الاتحاد، ومن المنتظر أن يستعين المدرب بالروماني رادوي وحيداً على محور الارتكاز ومحاولة الضغط على دفاع الاتحاد من خلال انطلاق عبدالعزيز الدوسري ومحمد الشلهوب وأحمد الفريدي خلف المهاجمين أحمد علي وعيسى المحياني. وتبدو على الضفة الأخرى أوضاع الاتحاد في أحسن أحوالها منذ تولي البلجيكي ديمتري المهمة التدريبية، إذ أعاد الهيبة للخطوط الصفراء وبات الفريق يلعب بروح عالية جداً ولم يتجرع مرارة الخسارة بإشراف ديمتري، والجماهير الاتحادية تثق كثيراً بقدرات المدرب على تسخير إمكانات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، ونجح البلجيكي في الاستفادة - كما يجب - من خبرة وقدرات النجم محمد نور الذي قاد الفريق في الآونة الأخيرة إلى انتصارات كبيرة كان آخرها بلوغ ربع نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال، والخطوط الاتحادية زاخرة بالأوراق الرابحة في المراكز كافة، وأن كان ثنائي المقدمة الجزائري عبدالملك زياية ومحمد الراشد هما الوزن الأثقل في أجندة المدرب إلى جانب البرتغالي باولو جورج والذي يشكل جبهة قوية في الطرف الأيمن من خلال الاختراق السريع والتسديد المباغت. الصراع لن يقتصر على اللاعبين على أرض الميدان، فسيكون هناك تحد آخر بين المدرب الاتحادي البلجيكي ديمتري الذي يسعى إلى الظفر بكأس البطولة الأخيرة بعد أن خرج فريقه صفر اليدين من المسابقات الماضية هذا الموسم، والمدرب الهلالي الأرجنتيني كالديرون الذي يمنّي النفس بتحقيق الثلاثية والثأر من الخسارة الآسيوية.