يتحدد أول المتأهلين إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال مساء اليوم، عندما يلتقي الاتحاد والنصر في مباراة الإياب من دور الثمانية للمسابقة، فيما يستضيف الفيصلي نظيره الهلال.الاتحاد - النصر تحدٍ جديد بين الفريقين نحو المرحلة الأهم، بعد أن انتهت مواجهة الذهاب بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لمثلها، ما يعني أن الفوز مطلب رئيسي للطرفين، وإن كان التعادل بأقل من ثلاث أهداف يمنح الاتحاديين أحقية التأهل، فيما لا بديل للنصر عن الفوز أو تحقيق نتيجة الذهاب ذاتها للدخول في أشواط إضافية وركلات ترجيح. الاتحاد يعيش أفضل أحواله الفنية بعد التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، كما أن عودة محمد نور إلى القائمة بعد أن غيبته الإصابة في المباراة السابقة ستزيد من حظوظ أصحاب الدار إلى تحقيق أهدافهم، خصوصاً بعد استعادة نور توهجه في الآونة الأخيرة وقيادته بكل اقتدار إلى العبور نحو دوري الثمانية في الاستحقاق الآسيوي، والمدرب البلجيكي ديمتري الذي وفق كثيراً في إعادة صياغة الخطوط الصفراء في المباريات القليلة الماضية بعد توليه المهمة التدريبية، يسعى إلى تأكيد أنه المدرب الأكثر دراية بحاجات الفريق الاتحادي، ويمتاز ديمتري عن غيره من المدربين بالقراءة السليمة للخصوم وإجادة التعامل مع كل مباراة على حدة، إضافة إلى قربه من اللاعبين والتمكن من تجهيزهم نفسياً ومعنوياً قبل النواحي الفنية، وهو ما افتقده الفريق في بداية الموسم الحالي. وعلى الضفة الأخرى، يسعى النصر جاهداً إلى التفوق على أفضليتي الأرض والجمهور والعودة ببطاقة التأهل إلى نصف النهائي ومصالحة جماهيره الغاضبة بعد الخروج من كل منافسات الموسم خالي الوفاض، كما أن مواصلة المشوار وتحقيق اللقب الغالي يعنيان ضمان المشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا بعد أن فشل الفريق في تحقيق ذلك عبر الترتيب العام للدوري. الفريق افتقد إلى ثلاثة من عناصره الأساسية في مواجهة الذهاب خالد زيلعي وفيغاروا وحسين عبدالغني بسبب البطاقات الملونة في الاستحقاق الآسيوي، ولا شك أن عودتهم بمثابة القوة الإضافية لمناطق المناورة لما يشكلون من وزن كبير في حسابات الفريق الأصفر، والمدرب البرتغالي غوميز ينظر للمباراة بعين التحدي الكبير له ولفريقه كون مهمته تنتهي مع آخر مباراة للنصر في البطولة ما لم يحقق اللقب الغالي ويجبر الإدارة الصفراء على التفاوض معه للبقاء، والأجندة الصفراء باتت تساعد أي مدرب في النجاح عكس المواسم السابقة، ومتى ما وفق غوميز في التعامل المثالي مع إمكانات لاعبيه سيضع يده على أثمن انتصار في تاريخه التدريبي. الفيصلي - الهلال يتطلع الفيصلي إلى استثمار الأرض والجمهور والإطاحة بأحد المرشحين الكبار لنيل كأس البطولة، والفريق العنابي قدم أداء رائعاً في مباراة الذهاب، وكان قريباً جداً من تحقيق الفوز أو التعادل على أقل تقدير إلا أن سوء الطالع الذي لازم مهاجميه فوت على الفريق فرصة مواتية للعودة بأفضل النتائج، وعلى رغم ذلك لا تزال حظوظ الفريق قائمة ويكفيه الفوز بهدف من دون رد للتأهل رسمياً إلى نصف النهائي، كون مواجهة الذهاب انتهت بفوز الهلال بهدفين في مقابل هدف وأفضلية التسجيل على أرض الخصوم ترجّح كفة العنابي في حال الفوز بهدف يتيم. المدرب الوطني الحميدي العتيبي قدم فريقاً مميزاً في مباراة الرياض على رغم غياب المحترفين الأجانب كافة، إلا انه تعامل بطريقة المدربين الكبار مع قدرات لاعبيه وتمكن من إحراج نجوم الفريق الأزرق حتى آخر صافرة في المباراة، ومتى ما واصل لاعبوه ذات المستوى والروح العالية فسيكون الفريق قريباً جداً من إقصاء ضيفه. وعلى الجهة الأخرى، يدخل الهلال بفرصتي الفوز أو التعادل، إلا أن مستويات الفريق الأخيرة أصبحت تقلق محبيه كثيراً، خصوصاً أن الفريق يعيش أجواء غير مستقرة جراء الأخبار المتواترة حول مصير المدرب واللاعبين الأجانب ومدى استمرارهم لموسم آخر، ويدرك المدرب الارجنتيني كالديرون صعوبة مهمة فريقه في ظل التراجع الواضع في كل الخطوط، لذا لن يبالغ في النواحي الهجومية، وسيسعى إلى الاستفادة من الكرات المرتدة للوصول إلى مرمى أصحاب الضيافة وإنهاء حسابات التأهل، وابرز ما يعانيه الفريق الأزرق تواضع قدرات مهاجميه ياسر القحطاني وأحمد علي، ما جعل الجماهير تطالب بإشراك عيسى المحياني لعله يضع حداً لمسلسل الفرص المهدرة في كل مباراة.