نيويورك - أ ف ب، رويترز - حذرت سورية الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان إقرار مشروع قرار اوروبي يدين سورية لقمعها المحتجين المناهضين للحكومة لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين» واعتبره «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لسورية ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها». ويأتي هذا التحذير فيما يستأنف أعضاء مجلس الأمن المداولات التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على طرح هذا المشروع على التصويت. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة وجهها الى بان كي مون الخميس ونشرت مساء الجمعة «من المهم ضرورة الا يتدخل مجلس الامن في الشؤون الداخلية لسورية، وهي عضو مؤسس للامم المتحدة». وأضاف: «اننا متأكدون تماماً من ان اي قرار يتبناه هذا المجلس تحت اي عنوان لن يؤدي الا الى تفاقم الوضع وتوجيه رسالة لهؤلاء المتطرفين والارهابيين مفادها ان التدمير المتعمد الذي يقومون به يحظى بدعم مجلس الامن». والتقى أعضاء مجلس الامن مرة اخرى في نيويورك الجمعة في محاولة للخروج من مأزق في شأن مسودة قرار لن يفرض عقوبات على سورية ولكن سيدينها بسبب القمع، ويشير الى ان قوات الامن السورية ربما تكون مذنبة بارتكاب جرائم ضد الانسانية. إلا ان الاجتماع لم يخرج بأي تغييرات في مواقف أعضاء مجلس الامن، ولم يتمكن المجتمعون من التوصل الى اتفاق يتيح لهم طرح المشروع على التصويت، خصوصاً ان روسيا والصين ترفضان فكرة أي مناقشة للقضية في المجلس ولوحتا باستخدام حق النقض (الفيتو) لرفض القرار. ومن المقرر ان تستمر هذه المداولات يومي السبت والاحد في الوقت الذي ابدت كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال استياءها من الرفض القاطع الذي يبديه اعضاء آخرون في المجلس لمشروع القرار هذا. وأوضح الاوروبيون مدعومين من الولاياتالمتحدة انهم يريدون التصويت على مشروع القرار في اسرع وقت ممكن. وتؤكد الدول الاوروبية الاعضاء في مجلس الامن ان مشروع قرار الادانة حاز حتى الآن على تأييد تسعة اعضاء من اصل 15 عضواً يتألف منهم المجلس. الا ان الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض تعارضان بشدة هذا المشروع وقد تلجآن لاستخدام الفيتو لمنع صدوره. وأعربت كل من جنوب افريقيا والبرازيل والهند ولبنان عن تحفظات لديها عن هذا المشروع الاوروبي الذي تمت اعادة صياغته املاً باقناعها بالتصويت لمصلحته. وقال المعلم في رسالته ان دمشق ليس امامها خيار سوى المضي قدماً لضمان «امن الامة والشعب»، وأضاف: «نأمل بأن تساعد الاممالمتحدة والدول الاعضاء فيها سورية في مواجهة تحديات التطرف والارهاب والا تتبنى بشكل متعجل موقفاً يوفر غطاء للعصابات القاتلة والمدمرة». وأضاف ان التحركات الديبلوماسية لادانة سورية في نيويورك واماكن اخرى «تمثل تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لسورية ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها». وكانت الاممالمتحدة أعلنت للصحافيين الجمعة ان الرئيس الأسد لا يرد على اتصالات بن كي مون الهاتفية. وقال المعلم ان الحكومة السورية ملتزمة «ببناء الديموقراطية وتوسيع مشاركة المواطنين في العملية السياسية وترسيخ الوحدة الوطنية بشكل حازم وضمان النظام العام». وأضاف انه في الايام المقبلة «ستجري لجنة تضم ممثلين حزبيين على مستوى عال وشخصيات مستقلة اخرى حواراً وطنياً شاملاً في سورية». ولفت الى ان التظاهرات في معظم المناطق السورية غير سلمية وأن «اعمال عنف وقتل وتدمير تحول المنشآت العامة والخاصة الى رماد» مشيراً الى «اكتشاف مخزونات سلاح وذخيرة في عدد من الاماكن، وهو ما يؤكد ان المشكلة التي نواجهها تجاوزت مجرد تقديم طلبات (إصلاحية) الى هجوم على الامن والاستقرار وسيادة البلاد تجري اثارته من الخارج».