صعدت أمريكا لهجتها ضد سوريا، داعية إلى وقف ما وصفته ب «حملة القمع» على الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية والمستمرة منذ قرابة ثلاثة أشهر. ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن ناشطين حقوقيين قولهم إن 25 متظاهرا لقوا حتفهم برصاص قوات الامن السورية والتي ساندتها مروحيات هجومية. يأتي ذلك، فيما تدفق مئات اللاجئين السوريين في الساعات ال 24 الاخيرة إلى تركيا مما يرفع الى 4300 عدد هؤلاء في مخيمات اقيمت على الحدود السورية جنوب تركيا، طبقا لوكالة انباء الاناضول نقلا عن السلطات المحلية. وفيما حذرت سوريا الامين العام للامم المتحدة بان كي ي مون من ان مشروع قرار اوروبي يدين سوريا، لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين»، وبأنها تأمل مساعدتها والدول الاعضاء في مواجهة تحديات التطرف والارهاب، رفض الرئيس السوري بشار الاسد الرد على اتصالات هاتفية من مون، بحسب المتحدث باسم الاممالمتحدة. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أمس أن وحدات من الجيش السوري ألقت القبض على مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة في مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب. و قال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني في بيان ان «الولاياتالمتحدة تدين بشدة الاستخدام المشين للعنف من جانب الحكومة السورية في جميع انحاء سوريا وخصوصا في المنطقة الشمالية الغربية». وطالب كارني بوقف فوري لاعمال العنف والتي وصفها ب «الوحشية»، مشددا على ان الحكومة السورية تقود سوريا في طريق خطر، معتبرا ان قوات الامن السورية تواصل اطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم، وما زال هناك معتقلون سياسيون في السجون. إلى ذلك، رفض الرئيس السوري الرد على اتصالات هاتفية من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بينما يفترض ان يواصل مجلس الامن الدولي مناقشاته حول الوضع في سوريا. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي للصحافيين ان بان كي مون حاول الاتصال هاتفيا بالاسد الخميس الا ان الرد كان ان الرئيس السوري «غير موجود». وانتقد بان الاسد مرات عدة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف مارس والتي اسفر عن اكثر من 1100 قتيل بحسب منظمات حقوقية. وبعيد اعلان نبأ الاتصال الاخير، اعرب الامين العام للامم المتحدة عن «قلقه الشديد» من استمرار اعمال العنف في سوريا، مؤكدا ان «استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين امر غير مقبول». وكانت سوريا حذرت الامين العام للامم المتحدة من ان مشروع قرار اوروبي يدين سوريا لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين». وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ل بان كي مون في رسالة حصلت «رويترز» عليها امس الأول «من المهم ضرورة الا يتدخل مجلس الامن في الشؤون الداخلية لسوريا وهي عضو مؤسس للامم المتحدة. «اننا متأكدون تماما من ان اي قرار يتبناه هذا المجلس تحت اي عنوان لن يؤدي الا الى تفاقم الوضع وارسال رسالة لهؤلاء المتطرفين والارهابيين مفادها ان التدمير المتعمد الذي يقومون به يحظى بدعم مجلس الامن». والتقى دبلوماسيو مجلس الامن الدولي مرة أخرى في نيويورك الجمعة في محاولة للخروج من مأزق بشأن مسودة قرار لن يفرض عقوبات على سوريا ولكن سيدينها بسبب القمع، ويشير الى ان قوات الأمن السورية ربما تكون مذنبة بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال المعلم في الرسالة المؤرخة بتاريخ الخميس «نأمل ان تساعد الاممالمتحدة والدول الاعضاء فيها سوريا في مواجهة تحديات التطرف والارهاب والا تتبنى بشكل متعجل موقفا يوفر غطاء للعصابات القاتلة والمدمرة». واضاف ان التحركات الدبلوماسية لادانة سوريا في نيويورك واماكن اخرى تمثل تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية لسوريا ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها.