رافقت إعلان نتائج الثانوية العامة (التوجيهي) الأسبوع الماضي موجات سخرية على منصات التواصل الاجتماعي، حول تطبيق وزارة التربية والتعليم النظام الجديد في الاختبارات والذي ألغي بموجبه مبدأ الرسوب، واستعيض عنه بمبدأ اعتماد مجموع العلامات الكلي للمواد. «اذهبوا إلى الأردن فلديها وزير لا يرسب عنده أحد» بهذه الكلمات عبّر أحمد خلف عن رأيه بالنظام الجديد الذي طبقته الوزارة للمرة الأولى. وأجاب صلاح الزبن باستهزاء حين وجه له السؤال كم عدد الناجحين في قريتك: «السؤال الأدق، كم عدد الراسبين في قريتي لأن الكل نجح مع الوزير الرزاز». غير أن تطبيق وزارة التربية لهذا القرار خلال العام الجاري للمرة الأولى، والذي اعتمد على مبدأ مجموع العلامات الكلي للمواد بدلاً من ناجح أو راسب، لاقى ارتياحاً لدى أوساط شعبية كبيرة لأن الطلبة المجتهدين بحسب أولياء أمور التقتهم «الحياة» سيلتحقون إلى الجامعات فقط في الوقت الذي لم يوصم بالرسوب الطلبة الذين لم يتمكنوا من تجميع علامات تؤهلهم لدخول الجامعة. وبموجب القرار تم احتساب مجموع علامات طلبة التوجيهي كاملاً، ومجموع العلامات من 1400، فيما يتم تحديد تخصص لكلّ فئة من المتقدمين للامتحان؛ مثلا: «من يحصل على 1300 فأكثر يحق لهم التقدم للتخصص في الطب، ومن يحصل على 1100 فأكثر يحق له التقدم للهندسة، ومن يحصل على 800 يحق له التقدم للتخصصات الإنسانية ثم التخصصات المهنية وهكذا». الرزاز أكد أن الجامعات ستعيد النظر بأسس القبول، حيث سيتم تحديد مجموع العلامات لكل تخصص، ويتم إعطاء كل مادة وزناً خاصاً بالعلامة في ذلك التخصص. يسرد منسق الحملة الوطنية لأجل حقوق الطلبة «ذبحتونا، د. فاخر دعاس ما حصل في اختبار الثانوية العامة بعد إلغاء مبدأ الرسوب ويقول «في السنوات الماضية، كان يشترك بامتحان الثانوية العامة ما يقارب 125 ألف طالب وطالبة، يستنكف منهم ما يقارب ال50 ألفاً ويتقدم للامتحان ما بين 80 ألف- 75 ألف طالب وطالبة ينجح منهم ما يقارب ال40 ألفا». ويستطرد: «بين ليلة وضحاها أصبح لدينا أكثر من 175 ألف طالب وطالبة يشتركون بالامتحان، وتقدم منهم للامتحان 150 ألف طالب وطالبة. وبحسب نسب النجاح التي قامت وزارة التربية بنشرها، فمن المتوقع أن ينجح منهم مع نهاية العام الدراسي ما يقارب 90 ألف طالب وطالبة. وهذه قفزة بأعداد الناجحين من 40 ألفاً إلى 90 ألف طالب وطالبة أي بنسبة زيادة تبلغ 125 في المئة أو 50 ألف طالب وطالبة. ويتساءل دعاس، هل درست الحكومة ما هي مآلات هؤلاء الخريجين؟ هل تعلم الحكومة معنى زيادة في عام واحد بمقدار 50 ألف مقعد دراسي؟ هل هم يعلمون ماذا يفعلون؟ وكان الرزاز أكد في تصريح له الأسبوع الماضي أن الوزارة تسعى منذ مدة إلى تطوير سياساتها التعليمية بما يتناسب مع روح العصر ومستجداته، بهدف الإسهام في بناء الإنسان المتسلح بقيمه الأصيلة والمتمكن من مهارات القرن ال21 وأدواته. وقال إن الوزارة، وانطلاقاً من حرصها على عدم تحويل امتحان الثانوية العامة إلى عقوبة تلاحق من يخفق به طول عمره، منحت فرصاً أخرى لأبنائنا الطلبة الذين استنفدوا حقهم بالتقدم للامتحان في الأعوام من 2014- 2017، حيث ستمنح فرصاً أخرى للطلبة الذي استنفدوا حقهم بالتقدم للامتحان في الأعوام الأخرى السابقة في الدورة الصيفية المقبلة.