اتهمت إيران أميركا وإسرائيل بالسعي الى زجها في حرب في المنطقة، وتحدّت العقوبات المفروضة عليها، واتهامها بالسعي إلى إنتاج سلاح نووي. إذ أعلنت طهران أمس أنها ستنصب قريباً أجهزة طرد مركزي جديدة أكثر تطوراً في منشأة فردو التي كُشف عنها العام 2009، وحيث ستخصّب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وتزيد قدرتها الإنتاجية ثلاث مرات. وقالت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية جيل تودور ان «إيران لم تبلغ الوكالة بأي قرار في هذا الشأن»، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلق بالغ» إزاء امتناع طهران عن التعاون مع الوكالة. وجاء في بيان للدول ال27 الأعضاء في الاتحاد، تُلي خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا: «أخذنا علماً بقلق خاص، إعلان إيران انها ستزيد قدرتها على التخصيب بنسبة 20 في المئة، ما يفاقم أكثر تحديها مجلس الأمن». وحضّ البيان طهران على وقف التخصيب، داعياً المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو الى تسليم مجلس محافظي الوكالة «في أسرع وقت ممكن، تحليلاً شاملاً للأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني». واعتبر الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إعلان طهران «استفزازاً، يزيد قلق المجتمع الدولي إزاء تصلّب النظام الإيراني وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي»، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني إسرائيلي تقاعد أخيراً، اتهامه إيران باستخدام «أعذار زائفة أو مفبركة للاقتراب أكثر من امتلاك قدرة على إنتاج سلاح ذري». ورأت وسائل الإعلام الإيرانية في هذا الإعلان، تحدياً للعقوبات ولتأكيد أمانو في فيينا الاثنين الماضي، تلقي الوكالة معلومات جديدة في شأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني. وانتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تصريح أمانو، متهماً إياه بتلقي أوامر من الولاياتالمتحدة، ومؤكداً ان لا حوافز ممكنة يقدمها الغرب، يمكن ان تقنع طهران بوقف التخصيب. وتحدث أول من أمس عن «قطار نووي إيراني لا مكابح فيه ولا يمكنه الرجوع الى وراء». وبعد ساعات على كلام نجاد، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران من ان «تجاهلها التزاماتها الدولية» سيدفع الولاياتالمتحدة وحلفاءها الى درس فرض عقوبات جديدة عليها. وكانت منشأة فردو سرية، لكن إيران أقرّت بوجودها بعدما كشفتها أجهزة الاستخبارات الغربية في أيلول (سبتمبر) 2009. والمنشأة التي أقيمت قرب مدينة قم وسط إيران، بُنيت داخل جبل قرب قاعدة ل «الحرس الثوري»، لحمايتها من أي هجوم عسكري. وقال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني: «بإشراف الوكالة (الذرية)، سننقل هذه السنة التخصيب بنسبة 20 في المئة، من منشأة ناتانز إلى منشأة فردو، وسنزيد طاقة الإنتاج ثلاث مرات». وأضاف بعد جلسة للحكومة: «بعد أن نزيد قدرتنا الإنتاجية ثلاث مرات في فردو، سنوقف التخصيب بنسبة 20 في المئة في ناتانز، وننقله بالكامل الى فردو». وأشار الى أن بلاده ستركّب في فردو قريباً «المجموعات الأولى من 164 جهاز طرد مركزي من الجيل الجديد»، معلناً أن إيران ستنتج في أيلول المقبل صفائح الوقود الأولى لمفاعل طهران للبحوث الطبية. في غضون ذلك، اتهم الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالسعي الى «زجّ إيران في حرب» في المنطقة، ل «إنقاذ النظام الصهيوني». وقال: «كلما زاد اقتدار إيران، تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار».