أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، أن ثمة «بواعث قلق جدية» إزاء الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، مؤكداً سعيه إلى تسوية «عبر الحوار وبروح بناءة». وكان تقرير أصدره أمانو الشهر الماضي، أشار إلى «خلافات ضخمة» مع إيران، وتحدث عن تسريعها نشاطات تخصيب اليورانيوم في منشأتي ناتانز وفردو، كما لفت إلى فشل زيارتين لوفد بارز من الوكالة إلى طهران، خصوصاً بسبب رفضها السماح له بزيارة مجمّع بارشين العسكري حيث تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات تسلح ذري. وذكّر أمانو بفشل مهمة وفد الوكالة في طهران، قائلاً خلال افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا: «ما زال لدى الوكالة بواعث قلق جدية، في ما يتعلق بأبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني». وأضاف: «إيران لم تتعامل مع بواعث قلق الوكالة، في شكل ملموس، وبتعاون ضروري. والوكالة غير قادرة على تقديم تأكيد ذي صدقية في شأن عدم وجود مواد ونشاطات نووية غير معلنة في إيران، وأن تخلص إلى أن كل المواد النووية في إيران، تُستخدم في نشاطات سلمية». ولفت أمانو إلى أن إيران زادت ثلاث مرات، إنتاجها الشهري من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، في منشأة فردو. لكنه أكد أن الوكالة «ستواصل تعاملها مع الملف النووي الإيراني، من خلال الحوار وبروح بناءة». وأعلن أمانو في مؤتمر صحافي، أن ثمة «مؤشرات تفيد بنشاطات» في مجمّع بارشين العسكري، مشيراً إلى أن الوكالة تأمل بزيارته قريباً. وتسعى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، إلى إقناع الصين وروسيا بمساندة قرار ينتقد تعاون إيران مع الوكالة الذرية. لكن مصادر ديبلوماسية رجحت اكتفاء الدول الأعضاء بتأنيب طهران في بيان. إسرائيل وخطاب أوباما في غضون ذلك، صدرت مواقف إسرائيلية متباينة، إزاء خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام المؤتمر السنوي ل «لجنة العلاقات العامة الإسرائيلية - الأميركية» (إيباك)، أبرز لوبي مؤيد لاسرائيل في الولاياتالمتحدة. وكان أوباما انتقد «ثرثرة كثيرة عن حرب» ضد إيران، معتبراً أنها خدمت نظامها، وقال: «لدي سياسة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ولن أتردد في استخدام القوة، حين يكون ذلك ضرورياً للدفاع عن الولاياتالمتحدة ومصالحها». كما أقرّ ب «حق إسرائيل في اتخاذ قراراتها الخاصة، في شأن ما هو مطلوب لتلبية احتياجاتها الأمنية». لكنه دعاها إلى منح العقوبات المفروضة على طهران، مزيداً من الوقت. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالخطاب، خصوصاً «توضيحه أن الاحتواء ليس خياراً، في ما يتعلق بتسلّح إيران نووياً، وأن على إسرائيل مواصلة الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد». وأكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن أوباما «مصمم على منع إيران من امتلاك سلاح نووي»، فيما اعتبر سيلفان شالوم، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن التنسيق بين تل أبيب وواشنطن «مثالي تقريباً» الآن. لكن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين رأى أن خطاب أوباما وجّه «رسائل مضللة»، مضيفاً أن الأخير «قال إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة (في إشارة إلى الخيار العسكري)، ووجّه في الوقت ذاته رسائل متخوفة من هذا الخيار». وأبدت الصحف الإسرائيلية خيبة أملها إزاء الخطاب، إذ كتب سيما كدمون في «يديعوت أحرونوت»: «أوباما وعدنا بألا تقبل الولاياتالمتحدة أبداً بالأسلحة النووية، لكنه لم يتحرّك شبراً واحداً عن موقفه الذي يستند إلى أن السبيل الوحيد لمنع الأسلحة النووية، هو إقناع إيران بالتخلي عنها». واعتبرت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أن أوباما «لم ينتظر لقاءه نتانياهو (أمس) لتوضيح موقفه من البرنامج النووي الإيراني، وطالب العالم أجمع بالتوقف عن قرع طبول الحرب». كما كتب ناداف أيال في صحيفة «معاريف»: «أوباما لم يقبل برفع صوته، ولو قليلاً، في مواجهة إيران». إلى ذلك، أعلم المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي أن المحكمة العليا أمرت بإعادة محاكمة الأميركي من أصل إيراني أمير ميرزا حكمتي، بعدما أصدرت محكمة ثورية حكماً بإعدامه، إذ اتهمته بالتجسس لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في كانون الثاني (يناير) الماضي.