واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - تحدت طهران الغرب الذي يطالبها بوقف برنامجها النووي، بإعلانها أمس، تدشين «جيل ثالث» من أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، ما يؤشر إلى نيتها تسريع نشاطاتها في هذا الشأن. في المقابل، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن النظام الإيراني «ليس غبياً»، مرجحاً أن تدفعه ضغوط المجتمع الدولي إلى تغيير حساباته النووية، مع إقراره بأن العقوبات لا تضمن تعديل سلوك طهران. وفي احتفال لمناسبة «اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية»، كشف الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عن «نموذج من الجيل الثالث لأجهزة الطرد المركزي» وعرض أيضاً نموذجاً لقضبان الوقود النووي المستخدمة في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وكان اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتبادل الوقود النووي، ينصّ على رفع تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا إلى نسبة 20 في المئة، وتحويله إلى قضبان وقود في فرنسا. وقال نجاد أن إيران ستعمل على نصب 60 ألف جهاز طرد مركزي من الجيل الجديد، خلال سنة، لإنتاج وقود يُستخدم في تشغيل 6 مفاعلات نووية. وشدد على ان السياسة النووية الإيرانية «منطلقة في طريق لا عودة فيها»، مكرراً ان «إيران دولة نووية سواء أقر أعداؤها بذلك أم لا». وأضاف: «سنقطع أي يد تسعى إلى ضرب إيران، في أي مكان في العالم». أما رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي فأشار الى ان العلماء الإيرانيين، تمكنوا من «تصميم جيل ثالث من أجهزة الطرد المركزي التي نجحت في كل الاختبارات الميكانيكية، كما تتميّز بقدرة على التخصيب أكثر بست مرات من أجهزة الجيل الأول» المشغّلة في منشأة ناتانز. وأضاف أن «أجهزة الطرد المركزي هذه تسمح لنا ليس بمضاعفة قدرتنا على فصل (اليورانيوم) فحسب، بل أيضاً على إنتاج مزيد (من اليورانيوم المخصب) في وقت أقل». وترجّح الوكالة الذرية امتلاك إيران نحو 8600 جهاز طرد في ناتانز، أتاحت إنتاج اكثر من طنين من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة. وفي آذار (مارس) الماضي، بدأت ايران بإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة. وقال صالحي ان إيران تعمل على إنشاء موقع، لتحويل هذا اليورانيوم الى وقود نووي يُستخدم في مفاعل طهران. وأشار الى اكتشاف «احتياطات جديدة من مادة اليورانيوم بكميات ملحوظة»، مؤكداً «اتخاذ قرار ببناء منشآت للتخصيب، في موقع فردو» قرب قم حيث تبني إيران منشأة ثانية للتخصيب. ولفت الى أن البناء في هذه المنطقة الجبلية «إجراء احترازي إزاء التهديدات والحرب النفسية لبعض الدول، ضد النشاطات النووية السلمية الإيرانية». وأعلن صالحي «نجاح» إجراء اختبارات على الوحدة الأولى في مفاعل «بوشهر» النووي، معرباً عن أمله بتدشينها الصيف المقبل. جاء إعلان صنع أجهزة طرد جديدة، بعد ساعات على تحذير رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي الولاياتالمتحدة، من أن «قيامها بأي عمل جنوني وشنّ هجوم على إيران»، سيدخلها «مستنقعاً لن تتمكن من الخروج منه، لأن جميع أصدقاء الثورة الإسلامية سيهددون المصالح الأميركية في العالم». في الوقت ذاته، أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية أن «مصر بصفتها الرئيس الدوري لحركة عدم الانحياز، ستشارك بمسؤول بارز» في مؤتمر نزع الأسلحة النووية الذي يُعقد في طهران في 17 و18 من الشهر الجاري. في غضون ذلك، قال أوباما لقناة «إي بي سي» الأميركية: «إذا كان السؤال هو: هل هناك ما يضمن أن تغيّر العقوبات في شكل تلقائي سلوك إيران، فالرد هو بالطبع لا». وأشار الى أن «تاريخ النظامين الإيراني والكوري الشمالي، هو أنهما يختاران أحياناً تغيير سلوكهما وأحياناً لا يفعلان ذلك، عندما تُمارَس ضغوط دولية عليهما». واعتبر أوباما تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال توقيعهما في براغ الخميس معاهدة «ستارت 2» لخفض الأسلحة النووية، تعزيز التعاون لإقناع إيران بوقف نشاطاتها النووية، «تحولاً هائلاً وإشارة قوية الى أن روسيا، مثل الولاياتالمتحدة، تدرك أننا إذا لم نتمكن من دفع كل الدول إلى البدء بالالتزام بقواعد معينة، فمن الواضح أن إيران وكوريا الشمالية تبقيان أكثر ما يقلقنا». وأضاف: «لكن اذا واصلنا الضغط الدولي، في شكل راسخ ومنتظم، مع الوقت ستبدأ إيران التي ليست نظاماً غبياً، وهي يقظة جداً وتراقب ما يحدث في المجتمع الدولي، في إجراء مجموعة من التحليلات المختلفة تحسب فيها سلبيات وإيجابيات مواصلة السعي الى امتلاك أسلحة نووية». تزامن تصريح أوباما مع إعلان الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن إيران ستكون «موضوعاً مهماً للنقاش» خلال قمة الأمن النووي التي تستضيفها واشنطن الاثنين والثلثاء المقبلين.