دفع الإحباط النساء جرّاء التهميش الذي تواجهه المثقفة، إلى العزوف عن المشاركة في التسجيل في عضوية الجمعية العمومية في بعض الأندية الأدبية، مثل نادي القصيموالجوفوالشرقية. عدد كبير من المثقفات رفضن التسجيل، وعبّرن في حديثهن ل«الحياة» عن عدم تفاؤلهن بالمستقبل في أندية لا تهتم بالمثقفة ولا تولي نتاجها ما يستحقه من عناية، فضلاً عن السماح لها بالمشاركة في صناعة القرار، أو حتى الإدلاء بمجرد اقتراح. وأكدت رئيسة اللجنة النسائية في نادي القصيم الأدبي الدكتورة أسماء العمرو بذل جهود حثيثة لتفعيل مشاركة المرأة في النادي الأدبي، «ولكنني لم أجد دافعاً شخصياً للنساء المثقفات للمبادرة والتفاعل»، موضحة أن «الغالبية من المثقفات في المنطقة هن من الأكاديميات في الجامعة، واللواتي يجدن أن الحضور المسائي للنادي أمر لا يتناسب من أدوارهن الاجتماعية الأخرى، من حيث الاهتمام بالأسرة والأطفال بقية يومهن، كما أن المواصلات واحدة من المشكلات التي تواجه المرأة، إضافة إلى أن أسرة المثقفة في الغالب لا تدعمها وبخاصة إن لم يكن للأسرة اهتمام بالثقافة»، مشيرة إلى أن النساء في القصيم «يسارعن في الحضور إلى البازارات التي تقام في جهات مختلفة، فيما يبدو أنهن ربما لا يجدن المتعة والفائدة في الثقافة، وإنما في الأمور الأخرى». وفيما أشادت رئيسة اللجنة النسائية في نادي الجوف الأدبي الكاتبة ملاك الخالدي بالقرارات المنصفة بالنسبة للمرأة، «حين أقرت وزارة الثقافة والإعلام دخول المرأة لمجالس إدارات الأندية، معتبرة أن ذلك عهد جديد للمرأة يتطلب منها مواصلة الجهد والمثابرة. وأشارت إلى أنه على رغم أن «أدبي الجوف» قام بدور كبير في التشجيع والإعلان والدعاية في كل المناطق للترشيح في انتخابات مجلس الإدارة، «إلا أن الإقبال لا يزال ضعيف جداً، إذ لم يتقدم للترشح سوى سيدتين لمجلس الإدارة و4 سيدات للجمعية العمومية». وعزت الخالدي ذلك إلى أن مجتمع الجوف «لا يزال غير مشجّع للمرأة لخوض هذه التجربة، وذلك لأنه لا يزال ينظر سلباً للمرأة المثقفة، ويرى أن دخولها لهذا المجال يدلل على أنها تملك نزعات انفتاحية ما زال يرفضها، ما انعكس على السيدات وجعلهن يتوجّسن من الدخول في هذا المجال، تحسباً للنظرة السلبية من مجتمع صغير كمجتمع الجوف». ولفتت إلى أنها وعلى رغم رئاستها للجنة النسائية، فإنها لم تتقدم للترشيح والتسجيل «لأسباب خاصة لا علاقة لها بهذه التوجسات». من جهة أخرى، تناقلت مثقفات في المنطقة الشرقية رسالة «sms» تحمل تأكيداً على ضرورة الإسراع في التسجيل من أجل أن تتصدر المثقفات قائمة الترشحات في الجمعية العمومية لنادي «أدبي الشرقية»، مؤكدات من خلالها على أهمية أن تكون «النساء أولاً». وفي المقابل أعلنت أخريات رفضهن التام للتسجيل في الجمعية العمومية، معللات ذلك ب«عدم جدوى الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية كافة»، فيما لم تحسم مثقفات بعد قرارهن بالتسجيل من عدمه. وأبدت القاصة فوزية العيوني حرصها على تشجيع المثقفات على التقدم للترشح في سبيل تحقيق هدف أن تكون «النساء أولاً»، مشيرة إلى «أننا أرسلنا رسائل sms تحث على ذلك جميع مثقفات ومثقفين من أعضاء النادي السابقين والأصدقاء، نحثهم فيها على ضرورة التسجيل للجمعية»، موضحة أن: «الرسالة كانت واضحة وتدعو للتوجه الفوري للتسجيل، من دون أن ننتظر من أحد الاتصال بنا». وأبدت استغرابها من «عدم تلقي الخبر من النادي الذي يدعونا دائماً لأمسياته»، مؤكدة أن «النادي لم يرسل لإخبارنا بموعد بدء التسجيل، إنما وصلنا الخبر عبر الأصدقاء»، منتقدة: «الضعف في تعريف الناس بمثل هذا الموعد، على رغم أهميته في تعريف الناس بفترة التسجيل». واعتبرت العيوني أن «هذا خطأ فادح بحق الناس، إذ إن الثقافة مسؤولية وطنية». ولفتت إلى أن: «التسجيل في الجمعية العمومية يعني الحق في الترشّح والانتخاب، ومن هذا المنطلق نحن حريصون جداً على التسجيل لنحظى بهذين الحقين»، مؤكدة جاهزيتها للترشح والانتخاب. وقالت: «لايهمني أن أصل للمجلس أو لا أصل، قدر ما يهمني أن تتمكن شخوص مهمومة بالفعل بالأدب والثقافة والتطوير من الترشح». وحول أجندتها الثقافية في حال وصلت للمجلس، قالت: «أثمن ما قدّمه مجلس الإدارة السابق من برامج، كما أثمن مرونته في قبول أي مقترح لبرنامج يأتي من الشباب تحديداً، وأعتقد أنني سأتبنى توجههم هذا في حال وصلت للمجلس». وأشارت إلى أنها تطمح بأن «يكون للنادي مبنىً جيداً من أجل أن يؤدي رسالته في استقطاب جميع فئات المجتمع». في المقابل أبدت الناقدة شمس المؤيد عدم رغبتها في التسجيل في الجمعية، معللة السبب بأن «الأندية الأدبية أثبتت عدم جدواها». وقالت: «أشعر بالراحة وأنا بعيدة عن أجواء الأندية والمؤسسات الثقافية المشحونة بالاتهامات والنميمة، والتي تتسبب لي في تعب نفسي»، مؤكدة أن من الأجدى أن «يشتغل المثقف على نفسه بعيداً عن المؤسسات الثقافية، التي أثبتت عدم جدواها كما يفعل أدباء الغرب، مجنبين أنفسهم الدخول في صراعات»، لافتة إلى «وجود آخرين يخالفونني الرأي، بسبب مايمتلكون من نزعة للقيادة، والتنافس، وحبِّ للأضواء». وعبرت عن أسفها لأن «أعضاء الأندية يصلون إلى مجالس الإدارة بالواسطة والمعرفة، وليس بمقياس الجدارة والقدرة». وأشادت المؤيد بالرئيس السابق للنادي جبير المليحان ونائبه الدكتور مبارك الخالدي ورئيسة اللجنة النسائية سابقاً فوزية العيوني. بدورها قالت الشاعرة مها الجهني «لم أحسم قراري بعد أن كنت سأسجل في الجمعية العمومية، لأنني في طور دراسة الموضوع وفي حال رأيت إمكاناتي ستساعدني في التواجد وتقديم شيء، فسأفعل». وعبّرت الجهني عن عدم ارتياحها من التقدم لمثل هذه الخطوة «من غير دراسة ما يمكنني تقديمه». أما القاصة شريفة الشملان فقالت إنها لا تنوي التسجيل، «أخشى ألا استطيع القيام بالواجب الذي لابد من العمل عليه، كما أخشى من عوائق تمنع الحركة. على رغم أنني مسجلة منذ زمن».