أعلنت عدد من الأديبات والمثقفات من جميع أندية المملكة انسحابهن من عضويات الجمعية العمومية للأندية الأدبية على خلفية التعميم الصادر من وزارة الثقافة والإعلام، والذي يقضي بقصر الترشح لمجالس إدارة الأندية الأدبية على الرجال واكتفاء النساء بالتصويت فقط، إضافة للترشح لعضوية اللجان النسائية في الأندية والمشاركة في اللجان. المثقفات اعتبرن القرار مجحفا بحقهن، وقالوا إنه خطوة للخلف ولا يمنح المرأة المثقفة والأدبية حقها في أن تكون عضوا فاعلا في مجالس إدارات الأندية. وكانت الوزارة قد أصدرت تعميما موجها لجميع الأندية الأدبية بتوقيع وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، وجاء فيه «إشارة إلى توجيه معالي الوزير رقم 43050 وتاريخ 1432/5/26ه، حول أهمية دور المرأة في الأنشطة الثقافية والأدبية في جميع الأندية الأدبية والثقافية، وما يتطلبه ذلك من قيد الراغبات في محيط ناديهم في عضوية الجمعية العمومية للنادي، فإن الوزارة تتطلع إلى دعم المثقفات والأديبات السعوديات وإبراز إنتاجهن الأدبي والثقافي وبخاصة الشابات منهن وفق ما يراه مجلس الإدارة لديكم من ضوابط ويرجى مراعاة المقترحات الآتية: 1 يقبل صوت المرأة في الجمعية العمومية في ترشيح أعضاء مجلس إدراة النادي في المرحلة الأولى للجمعية العمومية (في السنوات الأربع القادمة). 2 يحق للمرأة في الجمعية العمومية أن ترشح نفسها أو من تراها لعضوية اللجنة النسائية. 3 يقتصر التصويت لاختيار المرشحات للجنة النسائية على عضوات اللجنة. 4 لمجلس إدارة النادي الحق في تحديد عدد عضوات اللجنة النسائية. 5 يكون الاقتراح السري بين المرشحات بحضور رئيس مجلس إدارة النادي، وممثل للوزارة لاختيار ثلاثة مناصب هي: رئيسة اللجنة، ونائبة رئيسة اللجنة، ومقررة اللجنة، على أن يتاح لجميع العضوات العمل في اللجان العامة في النادي كبقية أعضاء اللجان». وطالب الخطاب من الأندية «وضع التصورات التي تراها مناسبة لإنجاح التجربة، وتقديم المقترحات حول الوسائل الملائمة لتقويم هذه التجربة وتطويرها لاحقا، وتزويدهم بها في أقرب فرصة». من جانبه، بين وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان أن التعميم لم يجحف بحق المرأة ولكنه منظم لعمل الأندية، بحيث تكون هناك في المرحلة الأولى جمعية عمومية تتكون من الرجال والنساء ويحق للمرأة انتخاب مجلس إدارة رجالي في المرحلة الأولى، إضافة للترشح لعضويات اللجنة النسائية والمشاركة في اللجان. وأوضح أن الجميعة العمومية إذا رأت ترشح المرأة كعضوة في مجالس الأندية فإنه لا مانع لدى الوزارة، لكن هذا لن يكون في الفترة الحالية وإنما في الفترة المقبلة. ولفت الحجيلان إلى أن كل جمعية عمومية تضع تصوراتها ومقترحاتها، مشيرا إلى أن لكل منطقة خصوصيتها الثقافية التي تتفق جميعا في الأنظمة واللوائح المعمول بها في مثل هذه المشاريع. وعدت عضو اللجنة النسائية في أدبي حائل القاصة شيمة الشمري القرار بأنه كان متوقعا، معلنة انسحابها من الجميعة العمومية لنادي حائل الأدبي. وتساءلت الشمري: ماذا استفدنا في الفترة الماضية من اللجان النسائية في الأندية الأدبية سوى دفع الأموال؟. وأضافت «حتى لو تم السماح للمرأة بالترشح فإن الرجال سيتكتلون لمنعها من العضوية». وأبدت عضو اللجنة النسائية في أدبي الطائف الشاعرة سارة الصافي استياءها الشديد من القرار، معتبرة إياه مجحفا بحق المرأة، وقالت «كلما أردنا أن نتقدم نفاجئ بقرار مثل هذا»، متسائلة متى تعطى المرأة الثقة كاملة؟ وإلى متى تعامل كقاصر وينظر لها نظرة دونية تحول دون إعطائها حقوقها؟!. وشددت الصافي على أن القرار مسيء للمرأة المثقفة والأديبة معلنة انسحابها من الجمعية العمومية، وعدت اللجان النسائية مجرد ديكور مشوه في الأندية الأدبية ولم يضف للمرأة المثقفة أي شيء. ورأت عضوة اللجنة النسائية في أدبي الرياض الدكتورة ميساء خواجا القرار بأنه مخالف للائحة التي لم تنص على منع المرأة للترشح لعضوية مجالس إدارات الأندية، وشددت على أن القرار يعتبر سوء تأويل ومخالفا للائحة، وأعلنت خواجا انسحابها من العمل في الأندية الأدبية للتعامل السيئ مع المرأة، مؤكدة على أنها لن تتقدم للجمعية العمومية أصلا. وأشارت رئيسة اللجنة النسائية في أدبي جازان خديجة ناجع إلى أن القرار يعتبر تخبطا واضحا في عمل الوزارة ولا يمت للتعامل الإيجابي مع المرأة، معلنة انسحابها من الجمعية العمومية، وهو ما أكدت عليه عضوة اللجنة النسائية في أدبي جدة الدكتورة لمياء باعشن عندما التزمت الصمت وأعلنت عدم ترشحها للجمعية العمومية.