ودّع رجلا أمن في «حرس الحدود» الحياة وأصيب ثالث، عندما فتح متسلل مسلح النار عليهم في مراكز الوديعة بمنطقة نجران فجر أمس (الثلثاء). وتمكنت الجهات الأمنية من قتل الجاني بعد مطاردة استغرقت نحو 7 ساعات. وذكر المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية في بيان أمس، أن دوريات حرس الحدود في قوة مراكز الوديعة رصدت بعد منتصف ليل أمس (الثلثاء) شخصاً يحاول التسلل من المملكة إلى الحدود اليمنية عبر الحواجز المعدنية والترابية الفاصلة باستخدام سيارة جيب رباعية الدفع، وعند اقتراب رجال الأمن منه بادر بإطلاق النار بكثافة عليهم من سلاح رشاش مستغلاً ظلمة المكان، ما أدى إلى استشهاد العقيد عبدالجليل شارع العتيبي والرقيب براك بن علي الحارثي وإصابة الرقيب عبود بن فالح الأكلبي. وأضاف أن رجال أمن تابعوا الجاني الذي استمر في محاولة التسلل، مستغلاً طبوغرافية وبيئة المنطقة وقربها من منفذ الوديعة الحدودي الذي لجأ إليه تحت ستار نيران كثيفة واصل إطلاقها على رجال الأمن باستخدام كمية كبيرة من الذخيرة التي كان ينقلها معه، وأدى تبادل إطلاق النيران معه إلى مقتله، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية ستعلن لاحقاً النتائج التي تتوصل إليها من التحقيق الذي باشرته الجهات المختصة. وأوضح مصدر أمني ل«الحياة» أن المواجهة مع الجاني استمرت نحو 7 ساعات قرب منفذ الوديعة (50 كيلو متراً عن محافظة شرورة و390 كيلو متراً جنوب شرق مدينة نجران) وانتهت بقتله. وذكر مصدر طبي في مستشفى شرورة العام أن إصابة الرقيب عبود بن فالح الأكلبي غير خطرة وحالته مستقرة، فيما وصل العقيد عبدالجليل العتيبي إلى المستشفى على قيد الحياة لكنه توفي خلال إجراء جراحة له إثر إصابته بطلقة اخترقت كبده والجهة اليمنى من قلبه، أما الرقيب الحارثي فوصل إلى المستشفى مفارِقاً الحياة جراء إصابته في رأسه، ولديه من الأبناء 5 بنات وولدان ويسكن في محافظة شرورة. واطمأن أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز على المصاب الأكلبي الذي يتلقى العلاج في مستشفى شرورة العام. وقال له: «إن ما قمتم به من عمل وتضحية في سبيل الوطن يدل على الإخلاص والتفاني لخدمة الوطن وقيادته، وذلك محل تقدير لدى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني وزير الداخلية». وأضاف أن الشهيدين قدما روحيهما فداء للوطن ومصلحته، سائلاً الله أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته.