بيشاور - أ ف ب -أعلنت الشرطة الباكستانية أن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح 11 آخرون امس، في انفجار قنبلة في عربة ركاب كانت تقف عند محطة للباصات قرب مدينة بيشاور شمال غربي باكستان. وأوضح كلام خان الضابط في الشرطة الباكستانية أن القنبلة كانت مزروعة في محطة الحافلات قرب سوق في ماتاني (20 كلم جنوب بيشاور) الواقعة قرب منطقة القبائل على الحدود مع أفغانستان. وأضاف أن بين الجرحى امرأة حالتها خطرة. وقال رئيس شرطة بيشاور محمد إعجاز: «على ما يبدو فإن الانفجار كان بفعل عبوة ناسفة وضعت في سيارة ركاب كانت بانتظار توجهها إلى منطقة ريفية»، مضيفاً أن ثلاث مركبات أخرى تضررت في الانفجار. وقال إعجاز إن احد الشهود ذكر أن مجهولاً استقل المركبة المستهدفة وترك حقيبة قائلاً انه سيعاود أخذها لاحقاً. وبعد ذلك بفترة قصيرة وقع انفجار عنيف في المركبة. وأضاف إعجاز أن معظم الضحايا كانوا من الركاب. وقال إن من بين القتلى ثلاث نساء وطفل، كما أن امرأتين من بين الجرحى. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير، إلا أن «طالبان باكستان» شنت سلسلة من الهجمات الدموية انتقاماً لمقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في عملية شمال إسلام آباد في الثاني من أيار (مايو) الماضي. وجاء التفجير بعد أن زعم مسؤولون أن طائرة أميركية من دون طيار قتلت إلياس كشميري احد زعماء «القاعدة» الجمعة. ويعتبر إلياس كشميري من القادة الميدانيين الأشد خطورة في تنظيم أسامة بن لادن ويتهم بالمسؤولية عن العديد من الاعتداءات ومحاولات الاعتداءات في الهند وباكستان وضد أهداف غربية. والقيادي (47 سنة) مطلوب لدى الولاياتالمتحدة التي تعرض مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لقاء أي معلومات تساعد في تحديد موقعه، وهو الحد الأقصى لأي مكافأة تمنحها الولاياتالمتحدة لقاء كبار المطلوبين. وذكر مسؤول امني باكستاني بارز انه توجد «مؤشرات قوية» إلى أن كشميري قتل، ولكن من المستحيل تأكيد ذلك بشكل تام نظراً لعدم إمكانية الوصول إلى الجثث. وتعرف منطقة القبائل الوعرة على أنها معقل مسلحي «طالبان» و»القاعدة». وقال إعجاز انه استخدمت في تفجير الأحد خمسة كيلوغرامات من المتفجرات. واستهدف مسلحون في الماضي عناصر من ميليشيا قبلية معادية للمتمردين تعرف باسم «عسكر». إلا أن إعجاز قال انه لم يكن أي من وجهاء القبائل متواجداً في المكان وقت الانفجار وإن الهدف من التفجير لم يعرف بعد. وتضغط الولاياتالمتحدة على باكستان لشن حملة جوية وبرية كبيرة على شمال وزيرستان التي يطلق منها مسلحو «طالبان» و»القاعدة» هجمات عبر الحدود في أفغانستان. إلا أن باكستان تقول إنها ستختار توقيت مثل هذه العملية، وتقول إن القوات البالغة 140 ألف جندي المنتشرة في المنطقة الشمالية الغربية تعاني من ضغوط قتال المتمردين الذين يشكلون تهديداً محلياً على باكستان. وقتل اكثر من 4400 شخص في أنحاء باكستان في هجمات ألقيت مسؤوليتها على «طالبان» وغيرها من شبكات المتطرفين الإسلاميين المتمركزين في منطقة القبائل منذ اقتحمت القوات الحكومية مسجداً للمتمردين في إسلام آباد في 2007. واعتبرت الولاياتالمتحدة منطقة القبائل الوعرة الخارجة عن سيطرة الحكومة، مقراً ل «القاعدة» وأخطر مكان في العالم.