إسلام آباد ، بيشاور - أ ف ب، رويترز – قتل 39 شخصاً وأصيب أكثر من 80 آخرين بجروح في اعتداء مزدوج تم بتفجير قنبلتين بفارق زمني بسيط في متجر كبير في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان ليل السبت-الأحد، كما أعلنت الشرطة. ونفت «طالبان باكستان» علاقتها بالتفجيرين. كذلك انفجرت عبوة ناسفة زرعت على حافة طريق على مشارف العاصمة الباكستانية إسلام آباد أمس، مما أدى الى إصابة ثلاثة أشخاص، وفق ما أفادت الشرطة. ووقع الانفجار قرب مدينة مالبور على مشارف المدينة. وقال باني أمين قائد الشرطة في المنطقة للصحافيين: «يبدو أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة قديمة زرعت قبل وقت طويل في القمامة». وأضاف إن «أباً وابنه كانا على دراجة أصيبا كما جرح رجل كان في سيارة وقت الانفجار». وأشار الى أن «فريق نزع القنابل جمع مواد من موقع الانفجار ويجري تحقيقاً حول الانفجار الذي قد يكون ناجماً عن قنبلة يدوية قديمة أو مفرقعة». ورفعت باكستان حال التأهب بعد أن توعد مسلحو «طالبان» الشهر الماضي بالثأر لمقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في هجوم شنته قوات أميركية خاصة في أبوت آباد في باكستان. ونفت «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن التفجير المزدوج الذي أدى الى مقتل 39 شخصاً في حي تجاري في بيشاور (شمال غرب)، وأكدت أنها لا تستهدف سوى الحكومة والجيش. ووقع الهجوم الذي يعتبر الأكثر دموية منذ العملية الأميركية التي أدت الى مقتل أسامة بن لادن في باكستان مطلع أيار (مايو) الماضي، في حي سوق خيبر الذي يضم فندقاً ومحالاً ومساكن طالبية. وانفجرت قنبلتان بفارق أربع دقائق وكانت الثانية أعنف من الأولى التي أدت الى تجمع المارين وحضور خدمات الطوارئ، فانفجرت القنبلة الثانية الأكثر قوة والتي يعتقد أن منفذها انتحاري وسمع دوي الانفجار على بعد كيلومترات. وصرح رئيس الشرطة المحلية اعجاز خان بأن «عدد القتلى ارتفع الى 39 في الانفجارين، بعدما فارق أربعة جرحى الحياة في المستشفى». وأضاف إن أربع دقائق فقط فصلت بين الانفجارين. وقال إن «الانفجار الأول كان صغيراً إلا أن الناس تجمعوا قرب موقع الانفجار، فانفجرت القنبلة الثانية التي كانت أقوى بكثير». وبين القتلى صحافيان يعملان في صحيفتي «باكستان توداي» و «ذي نيوز» اللتين تصدران باللغة الانكليزية. وأكد عبد الحميد افريدي رئيس الأطباء في مستشفى «ليدي ريدنغز» الرئيسي في بيشاور، عدد القتلى. وقال إحسان الله إحسان الناطق باسم «طالبان باكستان» في اتصال هاتفي: «لم ننفذ هذا الهجوم في بيشاور. إنه محاولة من أجهزة الاستخبارات الأجنبية لتلطيخ سمعتنا». وأضاف: «لا نستهدف الأبرياء. هدفنا واضح سنهاجم قوات الأمن والحكومة وكل من يدعمها». وقتل أكثر من أربعة آلاف شخص في باكستان في اعتداءات نسبت الى «طالبان» وشبكات إسلامية متطرفة منذ الهجوم الذي شنته القوات الحكومية على مسجد في إسلام آباد في 2007. وأدى التفجير في بيشاور الى إلحاق أضرار جسيمة بستة متاجر وفندق. وتناثرت الأشلاء البشرية وانقاض الأثاث من الفندق. وصرح شوكت مالك رئيس فريق تفكيك المتفجرات بأنه «تم تفجير القنبلة الأولى بأداة تفجير عن بعد، بعدما زرعت في مرحاض في الفندق، بينما فجر انتحاري كان يركب دراجة نفسه بالقرب من الفندق». وقال: «عثرنا على رأس المفجر وأجزاء من جسده في موقع الهجوم». وعرض التلفزيون صوراً لعربات إسعاف تهرع الى الموقع وتحمل الجرحى وجثث القتلى. وقال الصحافي سيف الله محسود: «كنت أركن سيارتي بالقرب من الفندق عندما وقع الانفجار الأول. وهرعت الى الفندق للاطلاع على طبيعة الانفجار عندما حدث الانفجار الثاني». وقال محسود الذي أصيب في رأسه وساقيه، إنه يذكر أنه طار في الهواء من قوة الانفجار قبل أن يفقد الوعي. وقال محمد هاشم المصور في تلفزيون محلي، إنه كان يتناول الشاي بعد العشاء عندما وقع الانفجاران. وتابع هاشم الذي أصيب في رأسه وصدره: «ركضت باتجاه الفندق بعد الانفجار الأول، وعند ذلك شاهدت كتلة كبيرة من النار تبعها انفجار آخر». وتأتي موجة العنف بعد وقت قصير من دعوة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي باكستان الى القضاء على مخابئ المسلحين. وعقد كارزاي ومجموعة من كبار مساعديه اجتماعات في إسلام آباد استمرت يومين عقب مقتل بن لادن ركزت على دعوات الولاياتالمتحدة الى التوصل الى تسوية سلمية في أفغانستان. وأتى التفجيران كذلك بعد أسبوع من تردد أنباء عن مقتل الياس كشميري الذي يعد من أهم زعماء «القاعدة»، في غارة جوية شنتها طائرة أميركية من دون طيار في منطقة جنوب وزيرستان القبائلية المحاذية لأفغانستان. وتعد بيشاور بوابة لمنطقة القبائل الباكستانية الوعرة التي تعد قاعدة ل «طالبان» و «القاعدة»، وتكثر فيها التفجيرات.