واشنطن - أ ف ب، يو بي آي - اعتبر ليون بانيتا قبل عقد مجلس الشيوخ الأميركي جلسة لتثبيت قرار تعيينه وزيراً جديداً للدفاع خلفاً لروبرت غيتس، أن التعاون مع باكستان في مكافحة الإرهاب «أساسي» لإبقاء الضغط على تنظيم «القاعدة» والشبكات التي تقدم لها الدعم والملجأ، بعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن. ورأى المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في أجوبة مكتوبة لأعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الذي سيصادق على توليه منصب وزير الدفاع بدءاً من تموز (يوليو) المقبل: «لا مؤشر واضح لمساعدة مسؤولين باكستانيين كبار في إخفاء بن لادن أو معرفتهم بمكان وجوده على أراضيهم». وأكد بانيتا ضرورة توقف إسلام آباد عن توفير مخابئ لحركة «طالبان» الأفغانية وجماعات متمردة أخرى»، علماً أنها واجهت انتقادات جمة في الولاياتالمتحدة، واتهمت بالازدواجية بعد مقتل بن لادن في عملية كوماندوس أميركية وسط باكستان، على رغم أن باكستان فقدت 11 ألف جندي في عمليات مناهضة للإرهاب في مناطق القبائل (شمال غرب). وأشار إلى أن المساعدة العسكرية الأميركية لباكستان، والتي تعتبر إحدى اهم المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة في العالم، «ستسند طريقة تطبيق باكستان إجراءات مكافحة الإرهاب التي اقترحتها واشنطن بعد مقتل بن لادن». ميدانياً، قتل ثمانية جنود باكستانيين وعشرة مهاجمين في هجوم شنه حوالى مئة من عناصر «طالبان» على مركز للجيش في منطقة ماروبي بإقليم جنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب). وأوضحت مصادر أمنية أن مقاتلي «طالبان» تزودوا بنادق هجومية وقاذفات صواريخ، واشتبكوا مع الجنود اكثر من ثلاث ساعات قبل صدهم وإجبارهم على الفرار. وكان الجيش الباكستاني شن نهاية 2009 هجوماً واسعاً في جنوب وزيرستان، معقل «طالبان» بزعامة حكيم الله محسود التي تمثل اهم مجموعات «طالبان باكستان» وبايعت «القاعدة» عام 2007 وتشن منذ ذلك التاريخ حملة اعتداءات دامية في أنحاء البلاد غالبيتها عبر هجمات انتحارية. ويشهد إقليما شمال وزيرستان وجنوبه معظم الهجمات الصاروخية التي تشنها طائرات أميركية بلا طيار تتمركز في أفغانستان. وأسفرت خمس غارات لهذه الطائرات خلال الأيام الستة الماضية عن مقتل حوالى 50 من المتمردين، وفق مصادر عسكرية. ويرجح مقتل احد ابرز القادة العسكريين وأحد اهم قيادات «القاعدة» الباكستاني إلياس الكشميري في احدى هذه الغارات، لكن أياً من الولاياتالمتحدة أو باكستان لم يؤكدا مقتله. وفي بيشاور، كبرى مدن شمال وزيرستان، قتل 4 أشخاص على الأقل وجرح 5 آخرون في انفجار قنبلة زرعت في كومة قمامة قرب مدرسة، علماً أن المنطقة ذاتها شهدت في الخامس من الشهر الجاري انفجاراً استهدف حافلة توقفت في سوق، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح 10 آخرين. وفي كراتشي (جنوب)، اعتقلت السلطات خمسة جنود من القوات شبه العسكرية على خلفية قتل شاب يدعى سرفراز شاه بالرصاص في حديقة، وذلك استناداً إلى شريط فيديو التقطه مصور في احدى القنوات للعملية وبث على التلفزيون وموقع «يوتيوب» على الإنترنت، ما أثار صدمة لدى نشطاء الدفاع عن حقوق الإنسان. وقتل الجنود الخمسة الشاب البالغ 25 من العمر في حي كليفتون، احد أرقى أحياء كراتشي، اول من امس بعدما اتهموه بمحاولة سرقة شرطي. وكشف الشريط إطلاق الجنود النار على يده وفخذه وسيلان دمه على الأرض حتى الموت، على رغم توسله لنقله إلى المستشفى. وحضر مئات جنازة سرفراز شاه في كراتشي، كبرى مدن باكستان والتي شهدت عشرات من عمليات القتل المرتبطة بتوترات سياسية وعرقية خلال الشهور الماضية، فيما هتف المشيعون منددين بالجنود. ودان نشطاء بارزون لحقوق الإنسان ومحامون القتل، ووصفوه بأنه دليل على تفشي العنف في باكستان، بعد سنوات من التفجيرات وعمليات الاغتيال والخطف وحركة التمرد التي تشنها «طالبان» في شمال غربي البلاد.