بعدما اعتاد نجوم الدراما السورية أن يحلّوا ضيوفاً على الدراما المصرية، تنقلب الأدوار في رمضان المقبل من خلال المسلسل السوري «صايعين ضايعين» الذي يشارك فيه نجما الكوميديا المصريان سمير غانم وطلعت زكريا. ويعبّر النجمان عن سعادتهما بالمشاركة للمرة الأولى في الدراما السورية، ويقول زكريا ل «الحياة»: «أنا من محبي وعشاق الأعمال السورية، بخاصة الدراما التاريخية، فأنا مدمن عليها، لكونها تتمتع بكثير من المصداقية المترافقة مع الإنتاج الضخم. أما عن مشاركتي الأولى فيها فأعتبرها مهمة، على رغم صغر المساحة، علماً أن موافقتي جاءت لاختراق العزلة بين الدرامتين وللتأكيد على مفهوم العمل العربي المشترك». ويوافقه غانم الرأي ويقول: «دائماً ما أتابع الدراما السورية التي أثبتت جدارتها في المحافل العربية، وتمنيت أن تكون مشاركتي كبيرة ولا تقتصر على كوني ضيف شرف، فالمشاركة المصرية في الدراما السورية مهمة وضرورية على الأصعدة كافة». وفيما اعتبر النجمان أن الممثلين السوريين أصحاب مواهب وقدرات استثنائية، أكد زكريا أن «النجم السوري أصبح معروفاً في العالم العربي»، وأضاف: «اللهجة السورية أخذت موقعها على الخريطة وأضحت مألوفة لأذن المشاهد، والأسماء السورية المتألقة كثيرة، ومنها جمال سليمان الذي أبدع في الأعمال المصرية والسورية على حد سواء». واعتبر غانم أن مواهب وقدرات الممثل السوري كبيرة، وأضاف: «لقد لمست ذلك بشكل فعلي خلال عملي معهم، بعدما شاهدتهم على الشاشة، وأعتقد أنهم لا يقلون أبداً عن الممثل المصري». وعن الكوميديا السورية، أكد النجمان ضرورة الاعتناء بها بشكل أكبر، وإفراد مساحة لائقة لها، ومعاملتها كأي نوع درامي آخر، وقال زكريا: «على رغم تألق الدراما السورية في الشق التاريخي، لكن الدراما المصرية تبقى متفوقة في الكوميديا. فعلى رغم شهرة الممثل السوري، لكنه لم يستطع أن يفرض نفسه ك «كوميديان»، كما يحدث في مصر مع عادل إمام أو محمد هنيدي أو محمد سعد وغيرهم. وأعتقد أن سبب ذلك لا يعود لعدم وجود كوميديانات في سورية، ولكن لغياب الاعتناء بهم، فالكوميديا السورية بحاجة لانتفاضة أكبر، لتكسب موقعها على الخريطة العربية. فالأمر بحاجة الى طاقات أكبر ليس على صعيد التمثيل، ولكن على صعيد المخرجين والمنتجين». في حين رأى غانم أن الكوميديا السورية بحاجة لنصوص أقوى وأضاف: «قدرات الكوميديين السوريين لا تقل عن نظرائهم المصريين، ولكن مع ذلك الكوميديا المصرية تتفوق على نظيرتها السورية والسبب في ذلك كما قلت النصوص في المقام الأول، إضافة إلى ضرورة معاملة الكوميديا كصنف أول وليس كصنف ثان». وأثنى النجمان على المسلسل الذي شاركا فيه («صايعين ضايعين») باعتباره «محاولة ناجحة لغزو الوطن العربي». وقال زكريا الذي يجسد دور مدير فندق في المسلسل: «يتمتع العمل بحبكة مميزة، وطاقمه يتمتع بالألفة والمحبة، والمخرج السوري صفوان نعمو من المخرجين الموهوبين جداً، فهو يفهم الكوميديا جيداً، ويتمتع بالاجتهاد، وفسح المجال للممثل للتعبير عن ذاته، كما أنه بعيد عن الديكتاتورية التي يتسم بها معظم المخرجين الآخرين. وهذا أمر مهم جداً في المخرج الكوميدي». فيما عبّر غانم الذي يجسد دور سفير مصر في سورية عن تفاؤله بالعمل وتمنى له النجاح في الموسم المقبل، وأضاف: «هذا المسلسل كسر عزلة الدراما المصرية، فكان فاتحة تصوير الأعمال في مصر بعد الثورة. ثم إن وجود فريق عمل سوري يصور في مصر دفع الشركات المصرية للعودة إلى تصوير أعمالها التي توقفت عقب اندلاع الثورة. أما عن مخرج العمل فأعتقد أن أمامه مستقبلاً مهماً، فلديه قدرات كبيرة ومهمة، وخلال عملي معه أحسست بالارتياح التام، بخاصة أنه من المخرجين الموهوبين الشباب الذي يملكون الطموح والقدرة». يذكر أن العمل العربي المشترك بين الدرامتين السورية والمصرية إضافة إلى الدراما الخليجية واللبنانية أخذ شكلاً جديداً في المواسم الماضية، وسيشهد الموسم المقبل أيضاً مشاركات عدة، منها مشاركة السوريين جهاد سعد وعبد القادر المنلا في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله».