قضت محكمة تركية بالسجن المؤبد لستة صحافيين أتراك، دينوا بالتورط بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016. تزامن ذلك مع أمر اصدرته محكمة أخرى بإفراج مشروط عن الصحافي التركي - الألماني دنيز يوجيل، بعدما طلبت سجنه فترة تراوح بين 4 و18 سنة، لاتهامه ب»الدعاية لتنظيم ارهابي». وبات الصحافيون الستة الأوائل الذين يُدانون في ملفات مرتبطة بالمحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في 15 تموز (يوليو) 2016، والتي تتهم أنقرة الداعية المعارض فتح الله غولن بتدبيرها، علماً انه مقيم في الولاياتالمتحدة منذ العام 1999. والصحافيون الستة هم محمد ألتان (65 عاماً) وشقيقه أحمد (67 عاماً) الذي أسّس صحيفة «طرف» المعارضة، ونازلي إليجاك (73 عاماً) والمدير السابق لقسم التسويق في صحيفة «زمان» يعقوب سيمسيك والمدرب في كلية الشرطة سوكرو توغرول أوزسينغول والرسام في الصحيفة فيفزي يازيكي. ودين المتهمون الستة ب«محاولة الانقلاب على النظام الدستوري» وبعضوية «تنظيم ارهابي». وكان الشقيقان ألتان وإليجاك شاركوا عشية المحاولة الفاشلة، في برنامج تلفزيوني على شبكة مرتبطة بغولن، واعتبر المدعون أن تعليقاتهم أشارت إلى أنهم كانوا على علم مسبق بالمحاولة. لكن إرجين سينمن، محامي الشقيقين أعلن «استئناف الحكم»، مندداً ب»محاكمة تمحو حرية الفكر». وتابع: «هذا قرار القرن، دمّر حريتَي التعبير والفكر، ويجب أن يُدرّس في كليات الحقوق». وكانت المحكمة الدستورية امرت الشهر الماضي بإطلاق محمد ألتان، وشاهين ألباي، وهو صحافي آخر يُحاكم في قضية أخرى، في انتظار البتّ بملفهما. لكن محكمة تركية أدنى مرتبة رفضت تطبيق القرار. وقبل ساعات من الحكم على الصحافيين الستة، طلبت النيابة العامة في اسطنبول السجن لدنيز يوجيل بين 4 و18 سنة، لاتهامه ب»الدعاية لتنظيم ارهابي» وب»الحض على الكراهية». لكنها امرت بإفراج مشروط عنه وغادر السجن. ورجّح وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل ان يغادر يوجيل تركيا، علماً انه كان مراسلاً لصحيفة «دي فيلت» الالمانية وأوقف في شباط (فبراير) 2017. ورحّبت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بإطلاقه وتمنّت مصيراً مشابهاً لمواطنين ألمان - اتراك آخرين تحتجزهم أنقرة. أتى ذلك بعد لقائها في برلين رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، وقولها: «أشرت للمرة الالف الى الحاجة الملحة (لتسوية) هذا الملف الذي وتّر علاقاتنا». وتساءلت وسائل اعلام ألمانية عن «مساومة» محتملة في هذا الصدد، قد تشمل تسليم أنقرة أسلحة. لكن ناطقاً باسم الخارجية الألمانية استبعد «صفقات مشبوهة أو ترتيبات أخرى» لإطلاق يوجيل، لافتاً الى ان مصيره لا يشكّل «موضوع الخلاف الوحيد» بين المانياوتركيا. في أنقرة، أعرب الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند عن «قلق من مدى حال الطوارئ ومدتها» المُطبقة في تركيا منذ المحاولة الانقلابية. وذكّر في خطاب امام طلاب في كلية الحقوق، بتوقيف صحافيين ونواب ورؤساء بلديات ومدافعين عن حقوق الانسان، مشدداً على أهمية دورهم من أجل «ديموقراطية فاعلة وعملية». ونبّه الى ان «حملة اعتقالات واسعة جداً تؤدي الى نشر أجواء خوف في كل المجتمع». الى ذلك، تعتزم الجالية التركية في ألمانيا توجيه اتهامات جنائية لأندريه بوغنبرغ، وهو نائب في حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، وصف الأتراك في هذا البلد بأنهم «راكبو جمال» و»تجار جمال» و»رعاع»، وحضّهم على العودة إلى «أكواخهم الطينية بعيداً وراء البوسفور». وانتقد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير «استراتيجية» الحزب، معتبراً أن تصريحات بوغنبرغ «مفرطة وكريهة». على صعيد آخر، أعلن مسؤول في «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي أن محكمة تركية رفضت طلباً للرئيس السابق للحزب صلاح الدين دميرطاش، لإطلاقه مع استمرار محاكمته بتهم مرتبطة بالإرهاب.