إشاراتكِ بلا سبب .. بلا سبب عصافيرُ كلماتك هربتْ من أقفاص لغتي أيضا بلا سبب عادتْ إلى أقفاصها مرة أخرى لم أتلق إشارات الهروب ولا العودة وحراس أبراجي العالية تركوا مواقعهم عند نهاية كل جملة صمتكِ أيضا لم يأت حافيا ويدخل منزلي آخر الليل كنتُ أراكِ تنظفين الأقفاص وتسقين العصافير ماء صوتك كي أنام قربها كنتِ دائما تتركين لي الخيار كي أفهم لماذا إشاراتكِ بلا سبب؟ ولماذا كلما وطأتْ قدماي عتبة المنزل لا أرى عصفوراً واحداً يحلق في سمائكِ؟ سماؤكِ خفيضة.. سماؤكِ خفيضة هذا النهار حتى أنني رأيت الرجل الميت قبل يومين يحدّث جمالكِ أحاديث الغيب سماؤكِ خفيضة هذا النهار حتى كادتْ أجنحة ملائكتها تضرب وجه النائم في أحلامي سماؤكِ الخفيضة لا الرجفة في المفاصل ولا الارتخاء في العضلات ولا برودة الطريق تجعل منها أسباباً كافية لتقع جنتكِ فوق رأسي كصاعقة هذه السماء غيمة تنزل سلالم روحي تقتلع من الجذور كلاماً لم أتبين معناه ثم تصعد لتحدّث به الرجل الذي رأيته ميتاً قبل يومين قماشة الحياة.. بمحاذاة قماشة الحياة المسدلة على الحبل أمشي كل يوم ثقوب صغيرة لم أنتبه إلى ما تصدره من تحذير حين تضربها ريح أيامي فتتوسع شقوقها ثقوب صغيرة تمشي الآن بمحاذاتي ولم أنتبه أيضا ولأن القماشة واسعة وكبيرة ولم يصلها ضوء الشمس كنتُ أتحسس بيد واحدة موضع الآثار التي تخلفها تلك الريح لكنني لم ألتفتْ إلى يدكِ حرب صغيرة تجرح رأس الوقت ولا تميته * شاعر وناقد سعودي.