في الأعوام السابقة التي كانت تقام فيها معارض الكتب في الرياض كانت الأجواء مشحونة بالترقّب، وكان مجرد الإعلان عن قرب موعد إقامة المعرض، كانت تثار في الفضاء العام أسئلة اعتاد الناس طرحها في كل مرة يقام فيها المعرض، من قبيل: كيف سيكون حضور المحتسبين؟ (...)
ليلي قصير
وحائطي
الذي بنيته مع أول ليل
دخل بيتي
هو أيضا قصير
كنت لا أحتاج في تسلقه
سوى قفزة خفيفة
فأجد نفسي فوق السور
ليل يأتي، ويذهب سريعا
والنوم لا يخلق له الأعذار
حتى يطول مكوثه.
رأيته مصادفة في سوق مزدحمة
ولولا عتمته التي انزلقت من يديه
لمًا (...)
يتردد كثيراً في الأوساط الأدبية المحلية وحتى العربية مقولة «إن الجيل الحالي من الشعراء أعاد للقصيدة العامودية رونقها، وبعث فيها روح كلاسيكية جديدة، فبتنا نسمع بين الفينة والأخرى، أن هذا الشاعر جدد من صورها الشعرية، وذاك في مضامينها ومعانيها، وآخر (...)
حينما نزل القرآن الكريم على نبيه الأكرم كانت سلطة الذاكرة الشفهية الشعرية العربية راسخة ومتينة، ثم جرى لاحقا إدماجها في المدونات التفسيرية وعلم الفقه والحديث والأدب، بما يدعم حجية النص القرآني وسلطته، في توظيف يغفل في معظم الأحوال استقلالية النص (...)
(1)
جاسم عساكر شاعر من فئة الشعراء الذين يطورون من تجربتهم الشعرية، حيث يمنح نفسه الرغبة الجامحة للوصول إلى آخر القلاع التي تتحصن فيها قصيدته، أعرف شغفه المتعلق بهذه الرغبة مذ خبرته وهو يهيئ نفسه للصعود على سلم القصيدة: يجوس داخل ذاته، يجلب عمالا (...)
الجغرافيا قصص ووقائع وأحداث لا تروى إلا على ألسنة الأمكنة بعمرها المديد الضارب في القدم، أو على ألسنة هؤلاء الذين تربوا وترعرعوا
بين تضاريسها، ونشأت بينهم وبينها رابطة حب لا يمكن نزعه من الروح، حتى لو عصفت ببعضهم ضروب الدهر ونأوا عن دارهم (...)
(1)
في إطار الدراسات التي تتعلق بالأديان المقارنة ومنهجيتها، لا نجد قضية الإصلاح الديني في سياق التجربة الإسلامية ضمن هذه الدراسات، فإذا ما ذكرت كلمة (إصلاح) فإنها دائما ما تحيل إلى التجربة اليهودية المسيحية في سياقاتها التاريخية، في غياب شبه تام (...)
محور الأخلاق في شخصية «المثقف» عند الكثيرين،
بالخصوص في خطابنا السعودي لا يرتبط بتاريخ المعرفة أو
تقاليدها، قدر ارتباطه بالوعظ الديني من جهة، وبالتربية
العشائرية وعاداتها وتقاليدها من جهة أخرى.
يمكن أن أصوغ هذه الملاحظة - والتي تبقى في طور
الملاحظة (...)
هل حقّاً الذين نحبهم لا نجيد الكتابة عنهم أم أنه مجرد هروب أمام استحقاق نخشى مواجهته كما لو أننا نُدفع دفعاً كي نرمي أنفسنا من أعلى قمة جبل شاهق؟ وبالمقابل هل الكتابة فيمن سواهم تكون رفيعة المستوى؟، وبماذا تختلف الكتابة في حال كان الذين نحبهم داخل (...)
الأديان باعتبارها نصوصا مؤسسة في التاريخ البشري لا يمكن أن ينحسر تأثيرها أو تتلاشى قوة حضورها مهما كانت فاعلية التحولات المفصلية التي تطال مجمل التشكلات البشرية عبر التاريخ. حدث ذلك مع المسيحية والإسلام تحديدا لأن بهما تأسست حضارة، واحدة في الشرق (...)
صورة الإرهابي العربي المسلم التي قدمها داعش أمام العالم لم تخل من جماليات فنية في الإخراج والتصوير واختيار الأمكنة وابتكار طرق وحشية للموت تجعل المشاهد لا يتأثر بالقساوة والكراهية ضد الإنسانية التي تتلبس الموقف بالقدر الذي يكون فيه واقعا تحت تأثير (...)
وزارة الثقافة في رؤيتها وإستراتيجيتها التي دشنتها في حفل كبير ومميز، وضعت نصب أعينها ثلاثة تطلعات: الثقافة كنمط حياة، الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة دوليا.
وللوصول إلى هذه التطلعات استحدثت 11 كيانا للإشراف على 16 (...)
التغير الذي طرأ على الثقافة والمجتمع في السعودية في الآونة الأخيرة ليس له سوى معنى واحد هو أن الجيل الحالي قرر أن يصنع مستقبله بنفسه، بعيدا عن أي تجاذبات فكرية أو اجتماعية أو تاريخية تؤطر اتجاهاته وطاقاته الإبداعية ومن ثم ترهن حياته للأوهام وأمراض (...)
حادثة الاعتداء الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي لا يمكن قراءتها ضمن سياق الحرب على الإرهاب والتطرف فقط، بل لا بد من وضع مثل هكذا حوادث ضمن سياق أزمة الحضارة الغربية العالمية. وهي أزمة متعددة الجوانب، فالسياسي منها لا يقل عن (...)
لا أريد من كلماتي أن تستنفد نفسها، في الحديث عن الحكايات الكبرى في العطاء والبذل للآخرين، لا أريد منها أن تقترب أكثر، ولا أن ترفع صوتها في الأفق أكثر، فقط عليها أن تصغي بانتباه، فقط عليها أن تتعلم أن الحياة وقيمتها الحقيقية، ليست فيما تبذله الكلماتُ (...)
بخلاف مقولة كانط في كتابه نقد العقل الخالص «يتعين على كل شيء أن يخضع لمحك النقد» هل بالإمكان الركون إلى مسلمة مثل هذه إذا ما وضعت في سياق يختلف تماما عن سياق التاريخ الأوروبي؟
المطلع على تاريخ الفكر الأوروبي أدنى إطلاع يدرك ما للنقد من موقع جد مهم (...)
ليست الكتابة منذورة للألم كما يتم تصورها عند الكثير من الكتاب أو المبدعين، وليست منذورة للفرح أيضا، إذا ما استدعينا المقابل لكلمة الألم.
فالألم والفرح كائنان يرتبطان بالعالم، والإنسان ليس سوى تفصيل صغير في هذا العالم.
بيد أن حياة كل منهما تمتاز (...)
طرأت خلال العقدين الماضيين تحولات مست من العمق البنية الثقافية والأدبية والفكرية للمجتمع السعودي. وحتى يتسنى لنا فهم هذه البنية في سياقها التاريخي، علينا أولا - الوقوف على طبيعة التحولات والوظائف المختلفة التي تولدت عنها.
ثانيا - الكشف عن انعكاس كل (...)
لم تعد دراسة الأدب تقتصر على جانبه الألسني والدلالي أو النفسي والاجتماعي أو الجمالي الفلسفي بشكل عام، بل أخذ يتنازعه مجال آخر، كاد أن يهيمن على الرؤيا إلى الأدب، ويحصرها في مجاله، محاولا إبعاد المجالات الأخرى من حقل الدراسات ذاتها. هذا المجال هو ما (...)
كيف يمكن للباحث أو المفكر العربي أن يتخذ موقفا نقديا ضد الفكر الغربي، بينما أدواته الفكرية والمنهجية تنتمي انتماء جذريا لهذا الفكر وتاريخه؟ أليس من التناقض الصارخ أن نقوم بنقد الفكر الغربي من خلال مناهج وتصورات هي من صنع الغرب نفسه، وكأننا لا نملك (...)
هل النص يصنع جمهوره أم أن الجمهور هو الذي يعلي من شأن النص أم أن لكليهما التأثير المتبادل. ولكن بنسب متفاوتة؟
وقبل هذا وذاك، ما الذي نعنيه هنا بالنص من جهة والجمهور من جهة أخرى، وفي أي سياق تأتي هذه العلاقة بينهما؟.
النصوص سواء كانت طبيعتها فلسفية (...)
ظللت إلى فترات طويلة، أكتب عن الفكر والسياسة والأدب من منطلق الرؤية المقارنة بين سياقين ثقافيين مختلفين كما هو الحال بين الثقافة الغربية من جهة، والثقافة الإسلامية العربية من جهة أخرى. كان المقصد هو قناعتي التي كانت ترتكز على اكتشاف قوة التاريخ (...)
التاريخ الديمقراطي الليبرالي في أوروبا وفر الأرضية الصلبة التي انطلقت منها المجتمعات المثقلة بالإرث الشيوعي، وأعطاها الإمكانيات الضخمة كي تستفيد منها في مرحلتها الانتقالية من نظام سياسي إلى آخر.
تجربة دول شرق أوروبا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق (...)