طالبت مسيرة شعبية خرجت في عمان أمس بإسقاط الحكومة ومحاكمة الفاسدين وتحرير فلسطين وطرد السفير الاسرائيلي من المملكة. وشارك نحو 500 شخص في المسيرة التي دعت اليها لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية لمناسبة مرور 44 سنة على «نكسة» حزيران. وهتف المشاركون في المسيرة التي انطلقت من امام الجامع الحسيني وسط العاصمة: «لا للفساد، هذا مطلب العباد»، و«اصلاحات سياسية هذي مطالب اردنية»، و«اصلاحات اقتصادية هذي مطالب شعبية»، و«اسمع واهتف سمع هالملايين بدنا حكومة مصلحين». وطالب المشاركون بإسقاط حكومة معروف البخيت، مرددين: «الشعب يريد اسقاط الحكومة»، و«الشعب يريد اسقاط البخيت»، و«الشعب يريد مكافحة الفساد»، و«ارحل ارحل يا بخيت»، مؤكدين على المطالبة بالسير في الاصلاحات «الاصلاح يا صديقي هو الاستقلال الحقيقي»، و«الاصلاح طريق التحرير»، و«الاصلاح طريقنا لتحرير القدس»، و«الاصلاح طريقنا للجهاد»، و«شعب الاردن يا صنديد وشعب الوحدة والتوحيد»، و«بدنا حكومة وطنية اردنية وفلسطينية». كما عبّر المشاركون عن حزنهم العميق في ذكرى نكسة حزيران، وطالبوا بتحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال في هتافات قالت: «الشعب يريد تحرير فلسطين»، و«فلسطين فلسطين عاهدوك اللاجئين حتى العودة والتحرير وحتى تقرير المصير»، و«السفارة صهيونية على ارض اردنية»، و«تسقط وادي عربة تسقط». وأكدت لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة في كلمة لها أن الأنظمة العربية التي أدارت ظهرها لشعوبها هزمت عندما أخطأت الحساب في سياساتها بالاعتماد على وعود الغرب والولاياتالمتحدة خصوصا، بديلا عن الاعتماد على شعوبها والإقرار بحقها في المشاركة لبناء الديموقراطية المؤسسية. كما أوضحت أن الأنظمة العربية لم تقرأ مخاطر «وجود عدو عنصري احتلالي في قلب الوطن العربي، ولم تضع الاستراتيجيات للمقاومة، فوقعت الهزيمة». وطالب ممثل الحركة الاسلامية أحمد كفاوين في كلمته الحكومة بإلغاء معاهدة وادي عربة وكل الاتفاقات التي كبلت الأمة، وبإغلاق سفارة العدو الصهيوني، مثلما طالبها بالإصلاح الفوري والعاجل وتهيئة الاردن ليكون قوياً عزيزاً يحمي ارضه ويقوم بواجبه في الدفاع عن فلسطين. ونفذ ظهر أمس المئات من شباب «15 ايار» وائتلاف شباب الانتفاضة الفلسطينية الثالثة واعضاء المكتب الشبابي لحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الوحدة الشعبية وجمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، اعتصاماً امام مسجد «الكالوتي» قرب السفارة الإسرائيلية طالبوا فيه بإغلاق السفارة والغاء معاهدة وادي عربة وكل المعاهدات مع اسرائيل المتمثلة في كمب ديفيد واتفاق أوسلو. كما اعلن المعتصمون رفضهم التوطين، مؤكدين حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وتحرير فلسطين، وطالبوا بالإفراج الفوري عن الجندي أحمد الدقامسة المحكوم بالمؤبد لقتله فتيات اسرائيليات في تسعينات القرن الماضي. واعتبر الناشط ابراهيم علوش ان كثافة انتشار قوات الأمن رسالة واضحة للمعارضة مفادها «الترهيب»، فيما هتف المعتصمون: «لا سفارة صهيونية على ارض اردنية»، و«اردنية فلسطينية شعب واحد مش شعبين»، و«اسمع اسمع يا عباس الشعب العربي رفع الراس»، و«من عمان للخليل نرفض الوطن البديل»، و«مكتوب على المسدس حق العودة مقدس». وفي الطفيلة (150 كيلومترا جنوب عمان)، خرجت مسيرة اعتبرت الأضخم بين المسيرات الثلاث التي نفذها أبناء المحافظة خلال أقل من شهر، وشارك فيها 2000 شخص هتفوا ضد الحكومة، مطالبين بإسقاطها ورددوا «الشعب يريد اسقاط البخيت». وانطلقت المسيرة بعد صلاة الظهر من المسجد الكبير باتجاه مبنى المحافظة لتؤكد على محاربة الفساد ومحاكمة المفسدين وحل مجلس النواب. ورفع المشاركون يافطات تطالب بالافراج عن ناشر موقع «خبر جو» الصحافي علاء الفزاع الموقوف في سجن الجويدة منذ الاربعاء الماضي. وفي حي الطفايلة في عمان، خرج المئات في مسيرة طالبت بطرد السفير الاسرائيلي وحرقوا العلم الاسرائيلي على وقع الهتافات المعادية لإسرائيل، كما هتفت ضد الولاياتالمتحدة «رأس الحية». وردد المعتصمون هتافات أبرزها «الشعب يريد اسقاط البخيت»، و«اقطعوا ايدي السارقين بدل ملاحقة الصالحين»، و«حل مجلس ال 111 مطلب شعبي»، و«يا بخيت ارتاح ارتاح ما انت ناوي عالإصلاح»، و«لا ترغيب ولا ترهيب، الدقامسة ما بعيب»، و«الأردن حر وما بنباع، والحرية للفزاع». وشارك جمع كبير من ممثلي الحراك الشبابي والشعبي في محافظة الكرك (136 كيلومتراً جنوب عمان) في مسيرة انطلقت من بعد صلاة ظهر الجمعة تحت شعار «جمعة الحقيقة» من امام مسجد المرج الكبير. وتجمع المشاركون قرب مبنى محافظة الكرك حيث أُلقي بيان باسم ابناء الجنوب طالب بإسقاط الحكومة والتأكيد على الاصلاح. وفي ذيبان (65 كيلومتراً جنوب عمان) التي بدأت منها الاحتجاجات المطلبية بداية العام الحالي، نفذ المئات مسيرة انطلقت من امام مسجد ذيبان الكبير للمطالبة بمحاكمة الفاسدين واسقاط حكومة البخيت احتجاجاً على عدم قدرتها على تولي الامور. وشارك في المسيرة العديد من الفعاليات الشعبية وطالبوا بإطلاق علاء الفزاع ووجهوا تحية الى ابناء الطفيلة والكرك ومعان الذين خرجوا في مسيرات للمطالبة بإسقاط الفاسدين. وهتف المتظاهرون: «يا للعار يا للعار باعوا لاردن بالدولار»، و«مين مين مين، مين هربك خالد شاهين». وفي عمان، نفذ صحافيون وناشطون سياسيون ظهر اأمس اعتصاماً امام مقر رئاسة الحكومة للمطالبة بالافراج عن علاء الفزاع الذي اوقفته نيابة محكمة امن الدولة الاربعاء الماضي بتهمة المس بمؤسسة العرش والاعتداء على الدستور بعد نشره رابطاً الكترونيا يدعو الى عودة الامير حمزة شقيق العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى منصب ولي العهد الذي اعفي منه عام 2004. وشارك في الاعتصام المهندس ليث الشبيلات والنائب خليل عطية ورئيس اللجنة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد ومراد العضايلة من جماعة «الاخوان المسلمين» وممثلون عن اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين والمعلمين والناطق الإعلامي لتجمع نقابيون من أجل الإصلاح ميسرة ملص وممثلون عن الصحافة العربية والاجنبية ومجموعة من النقابيين والحزبيين وعدد من اقارب الفزاع.