انعكست أزمة «الكازينو» التي تطورت داخل مجلس النواب الأردني خلال الأسبوع الماضي، على المسيرات الشعبية امس، وأصبحت الشعار الرئيس في الهجوم على الحكومة ومجلس النواب. وأصدرت لجنة الحراك الشعبي في الأردن، وتحديداً في اربد والطفيلة والكرك ومعان وذيبان وحي الطفايلة في عمان، بياناً أسمته بيان «جمعة العار»، استنكرت فيه نتيجة التصويت على قضية الكازينو في مجلس النواب الإثنين الماضي. وطالب البيان برحيل الحكومة التي وصفها بالعاجزة والمهزومة والفاشلة في إحداث إصلاحات ينشدها الشعب، وجاء فيه: «الشعب يريد محاربة الفساد كل الفساد وأدواته وملفاته وحكوماته». وأكدت اللجنة أن حراك الأردنيين «لن يتوقف بإسقاط الحكومة أو محاسبة مفسد هنا وخائن هناك، فهو حراك نحو الإصلاح الشامل المتمثل بتغيير السياسات وتعديل الدستور واحترام إرادة الشعب». ونظمت الحركة الإسلامية مسيرة بعد صلاة الجمعة من أمام الجامع الحسيني وسط البلد تحت شعار «لا لحكومة وبرلمان الكازينو»، وذلك احتجاجاً على تبرئة مجلس النواب لرئيس الوزراء معروف البخيت في قضية الكازينو. ورفع المشاركون الذين وصل عددهم إلى الألف، شعارات تندد ب «مجلس الكازينو 2011، وطلبوا إسقاط الحكومة ومحاربة الفساد ورموزه، وطالبوا بالإصلاحات الشاملة». وهتفوا: «تسقط حكومة الكازينو»، و«حنا رجال الأردن والإصلاح هو غايتنا، والبخيت يرحل عنا»، و«يا حكومة القمار ما يحمي الأردن سمسار»، و«يا رئيس الكازينوات ارض الأردن للصلاة»، و«شعب الأردن بيكرهوك، هَي أصحابك برؤوك». وقال المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» همام سعيد في كلمة ألقاها بالمعتصمين: «لتستعيدوا حريتكم وتقرروا موقفكم، لا سلطة إلا للشعب ... ربما لا يسمع النظام صوتكم فأسمعوا النظام صوتكم». وخاطب الحكام: «لا تضيعوا الوقت في لجان الحوار ولا ترحلوا الأزمات وتغطوا الفاسدين وتعطوهم حصانة على فسادهم وإجرامهم، بل تعالوا إلى كلمة سواء يكون الشعب فيها مصدر السلطة». وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور إن «نقطة البداية للإصلاح تبدأ بإقالة الحكومة وحل مجلس النواب»، معتبراً أن «القضية ليست معروف البخيت، بل هي قضية فساد طاول كل السلطات والمؤسسات». وهتف المشاركون «زنقة زنقة، دار دار، المجلس جاب إلنا العار». وإلى جانب المسيرة المطالبة بإسقاط الحكومة، انطلقت مسيرة جانبية شارك فيها العشرات معلنة تأييدها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وحرصت قوات الأمن على الفصل بين الجانبين تحسباً لأي احتكاك. وفي الطفيلة، انطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة شارك فيها 1500 شخص نددوا ببطء الدولة في اتخاذ الخطوات السريعة التي من شأنها العمل على الإصلاح والتغيير، ورفعوا شعارات «جمعة العار»، و«من اتخذ القرار»، كما هاجموا مجلس النواب بوصفه «مجلس الخزي والعار». وانتقد المشاركون مجلس النواب الذي صوّت لمصلحة منع محاكمة رئيس الحكومة في قضية الكازينو، ورفعوا شعارات من قبيل: «لا حصانة لسارق»، و«يا بخيت ويا شاهين، وين راحت الملايين»، و«الشعب يريد أن يكون شريكاً في صنع القرار»، و«الأجهزة الأمنية عدو للديموقراطية». وفي الكرك، انطلقت مسيرة من منطقة المرج باتجاه مبنى المحافظة مطالبة برحيل الحكومة وحل مجلس النواب. وهتف المتظاهرون بشعارات عالية السقف، مرددين» «عالمكشوف عالمكشوف، حل المجلس بدنا نشوف»، و«اكتب اكتب شو ما صار، باعوا البلد بالقمار». وفي اربد، انطلقت من وسط المدينة للأسبوع الثاني على التوالي مسيرة شعبية فاقت أعدادها مسيرة الأسبوع الماضي. ورفع المتظاهرون شعارات ضد التجنيس والتبعية والقائد «الفتحاوي» السابق محمد دحلان والوطن البديل، وطالبوا بكسر التبعية وتغيير النهج والملكية الدستورية وتحرير الإرادة السياسية. وفي محافظة معان، انطلقت مسيرة من أمام مسجد معان الكبير للمطالبة بمحاربة الفساد وإسقاط الحكومة وحل البرلمان الذي وصفه المشاركون ب «مجلس الكازينو». وطالب الحراك الشعبي بالعمل لإصلاحات حقيقية، ووقف اتباع سياسة كسب الوقت التي تنتهجها الحكومة، والعمل لإعادة رجل الأعمال المحكوم خالد شاهين وتقديمه لمحاكمة علنية لكشف المتورطين في تهريبه.