عُرفت بقالات الإندونيسيين، بأنها أكثر بقالات الجاليات المقيمة في السعودية تنوعاً في المعروضات والبضائع، إذ لم يقتصر نشاطها على بيع المواد الغذائية فقط، بل تعدى إلى اختصاصات الصيدليات والأسواق الأخرى، إضافةً إلى اكتسابها شهرة واسعة النطاق في جدة بسبب بيعها لكل ما هو ممنوع من منشطات جنسية، وزيوت ممنوعة، إضافةً إلى حبوب إجهاض الحمل. وجالت «الحياة» على بقالات الإندونيسيين المتراصة على جنبات طريقٍ رملي في حي الصحيفة بالقرب من طريق الملك فهد، إذ كانت المفاجأة أن البائع في المحل الأول يمني الجنسية الذي نفى وجود هذه الممنوعات لديه قطعياً، وعلى بعد أمتار من المتجر السابق، تكرر السؤال عن الممنوع، ليجيب عامل إندونيسي بأنها متوافرة في إحدى المتاجر المجاورة، وعند الوصول إلى المتجر المقصود، كان لافتاً أنه خاوٍ من البضائع الإندونيسية، إلا القليل من «الكربو» فقط. وروى مالك البقالة سعيد المنهالي معاناته المستمرة منذ 22 عاماً من السمعة السيئة عن البقالات الإندونيسية، مؤكداً أن أكثر من 50 شخصاً يرتادون بقالته يومياً، ومن مناطق مختلفة، وطلبهم الوحيد هي الممنوعات والمنشطات الجنسية. ويقول: «إن غالبية الشبان يقطعون مئات الكيلو مترات من خارج جدة، أملاً في الحصول على تلك الممنوعات، لكنهم يصدمون عندما يجدون أن سعودياً يعمل في البقالة، ما يدفعهم إلى إعطائه ورقةً مكتوباً عليها باللغة الإندونيسية ما يرددون على مسامعه دائماً أنها مجرد أدوية». ويتابع المنهالي «إن الواقع السيئ لهذه البقالات، هو ما أكسبها سمعة غير جيدة»، إلا أن الحملات الأمنية المكثفة خلال السنوات الماضية غيرت من واقع تلك البقالات التي يبيع بعضها الممنوعات «عياناً بياناً»كما يشير. ويرى أن البقالات الإندونيسية لا تشبه نظيراتها المنتشرة في أنحاء السعودية، بل هي أقرب لأن تكون متاجر مصغرة للمقيمين، مبيناً أن الانطباع الذي رسمه كثير من الناس عن الجالية الإندونيسية بناء على سمعة تلك البقالات غير صحيح، مؤكداً أن تعامله المباشر معهم، أثبت له أنهم شعبٌ طيب. فيما يقول عبده محمد وهو أحد العاملين في هذه البقالات: «إن ما يتم بيعه هو زيوتُ للمساج وللبشرة، إضافةً إلى بعض كريمات ومساحيق التجميل»، ملمحاً إلى أن مشروبات الإندونيسيين، والتي لا يجدونها سوى في تلك البقالات تمتاز بأن غالبيتها مكونٌ من عصير جوز الهند والتي تمزج بنكهات فواكه مختلفة. وحول سبب الكمية الكبيرة ل«الكربو» وهي إحدى المأكولات المفضلة لدى الإندونيسيين، قال: «إن «الكربو» لم يعد حكراً على بطون الإندونيسيين فقط، بل إن عدداً من الجاليات المختلفه، إضافةً إلى أن السعوديين يحبون تناوله، أو إضافته إلى مأكولاتهم».