تكاثرت في شوارعنا بشكل لافت، تبعاً لجنسيات العمالة الأجنبية، فيما مضى كانت لا ترى إلا بشكل محدود وفي أماكن معينة أما اليوم فقد امتلأت بها الأحياء والزوايا!! «بقالات الجاليات» العربية والأجنبية تجاوزت في الحقيقة مسمى «بقالة» أو «تموينات» بفعل ما تحويه من معروضات قد ترى وقد تغيب عن العين أحياناً!! نشاطها لم يقتصر على بيع مواد غذائية تفتقد «لنشرات تبين تاريخ الإنتاج والصلاحية والمكونات» بل أصبحت تبيع الأدوية والأعشاب والكريمات والمشغولات اليدوية المستوردة مباشرة من بلدان أصحابها. يعني مول مصغر!! في السابق كان أحد الأصدقاء يفتخر دوماً بتزيين سفرته بزيت زيتون طبيعي قادم من أرض «المسرى والمعراج» فلسطينالمحتلة مباشرة بعد أيام من قطفه وعصره بفضل إضافة إلى «حلقوم أردني» طازج دائماً ما يتميز به مجلسه لدرجة أننا اعتقدنا أن الرجال خواله «زلمات» من كثر هذه المنتجات في بيته لنكتشف لاحقاً أن خلف منزله سلسلة من المحلات الفلسطينية والأردنية والرجال «طايح في الربيع» مع هالأكل الصحي!! إلى هنا والأمور مقبولة إلى حد ما, رغم غياب الرقابة البلدية عن تلك المحلات التي تقدم «الزيتونات والجبنات والطرشيات» في سطول كبيرة لا تحوي تواريخ إنتاج في الغالب!! طبعاً لكونهم أشقاء عرب نعرف ما يبيعون ويقدمون في أسوأ الظروف إذا ما نظرنا لبقالات الإندونيسيين والفلبينيين التي يتكاثر روادها من السعوديين والعرب خصوصاً من النساء وكبار السن!! الموضوع لم يعد «طرشيات» هذه المرة!! أما لماذا؟! فإذا عرف السبب بطل العجب أن أرفف هذه البقالات شبه خالية إلا من حبات «أندومي» وسمك صغير مملح وبعض المكسرات والأرز التي قد لا يحتاجها «شيباننا»!! إن السر في منتجات خاصة تروج لها هذه المحلات بالخفية وبمساعدة «شغالاتنا» في البيوت أحياناً بكتابة أسماء لكريمات وزيوت ممنوعة للمساج ومنشطات جنسية وعلاج للبروستات وبعض الشامبوهات التي تغرر بها النساء لتطويل الشعر أو التخسيس وصوابين ومساحيق توحيد لون الجسم!! ومنتجات العناية بالجسم هذه تتقاطر النساء للبحث عنها أو إيفاد الخادمة من نفس جنسية البائع لتتكفل بالمهمة!! بل إن الأمر وصل إلى منتجات ووصفات خطيرة لتسهيل الولادة والمساعدة على الحمل والإجهاض!! إن انتشار هذه الأماكن «دون رقابة صارمة» تحد من نشاطها وتراقب محتواها يجعل المشكلة تتعاظم يوماً بعد يوم خصوصاً مع الأضرار المؤكدة لهذه الكريمات والأعشاب فالزبون أحياناً لا يعرف اسم المنتج بل يحمل ورقة كتب عليها اسم ذلك المنتج الذي زوده به صديق أو استخرجه من الإنترنت المليء بعشرات الوصفات والمسميات لهذه المنتجات!! هؤلاء يا سادة «يسرحون ويمرحون» بلا رقيب في بعض مدننا مع الأسف!! ولا أستبعد أن يصل الأمر بهم إلى ترويج الأعمال السحرية وغيرها, رغم قيام بعض الحملات الأمنية «مشكورة « في جدة خصوصاً للقضاء على الظاهرة إلا أنني أقترح هنا الاستفادة من بعض الخادمات والسائقين في البيوت ليتعاونوا مع الجهات المختصة في التعريف والتحذير من هذه المنتجات وخطرها ولو عبر وسائل الإعلام لتوعية المجتمع إضافة إلى الجولات التفتيشية الصارمة لمصادرة هذه المواد وذلك لحماية شيباننا قبل شبابنا من عبث هؤلاء!! ورفع مستوى الرقابة على ما يبيعون لحصر نشاطهم في «الطرشي والزيتون بدلاً من حبوب الموناليزا»!! وعلى دروب الخير نلتقي.