انتقدت موسكو أمس تقارير إعلامية أشارت إلى مقتل «عدد كبير» من المواطنين الروس بغارات للتحالف الدولي استهدفت قوات موالية للنظام السوري في السابع من الشهر الجاري في دير الزور، ووصفتها ب «التضليلية»، فيما دمّرت طائرة عسكرية أميركية من دون طيار(درون) دبابة روسية الصنع طراز «تي-72» في سورية الأحد الماضي، في ثاني ضربة دفاعية ضد قوات موالية للنظام خلال أقل من أسبوع. وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إنه «لا يمكن استبعاد وجود مواطنين روس في سورية، لكن ليس لهم أي صلة بالقوات المسلحة الروسية»، بعد يوم من إشارته إلى أن «لا علم لديه سوى عن وجود أفراد من القوات المسلحة الروسية». ونفى بيسكوف في تصريح إلى الصحافيين في موسكو امتلاكه أي معلومات عن الخسار التي ترد في التقارير، مضيفاً: «لا معلومات محددة تسمح لنا باستخلاص أي استنتاجات ولا يمكن استبعاد أن مواطني روسيا قد يكونون في سورية، لكنهم لا ينتمون إلى القوات المسلحة، وهذا كل ما يمكن ذكره». ونفت وزارة الخارجية الروسية، التقارير ذاتها، وقال مصدر في الوزارة للصحافيين «إن المعلومات حول مقتل مئات الروس ليست إلا معلومات تضليلية». ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المصدر قوله «إن التقارير الإعلامية عن سقوط مئات القتلى الروس خلال المعارك في سوريا تضليل معتاد». واعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما)، الجنرال فلاديمير شامانوف، عن وجود جهات تبالغ وتتحدث عن قصد عن سقوط ضحايا روس، مشيراً إلى عدم وجود «معلومات مؤكدة «عن ذلك. وقال شامانوف: «إذا حكمنا من خلال تحليل الاستخبارات، هناك الكثير من العلامات التي تشير إلى أن أحدهم يبالغ. لذلك، هناك تحقيق مفصل حول صحة هذه المعلومات، لكن لا وجود لشيء مؤكد». وكان أشخاص على صلة بمتعاقدين مع الجيش الروسي يقاتلون مع قوات النظام السوري قالوا إن عدداً كبيراً من المتعاقدين قتلوا خلال ضربات التحالف الدولي في دير الزور، كما ذكرت قناة «سي بي إس» الأميركية أن مواطنين روساً كانوا ضمن وحدات القوات الموالية للحكومة السورية في المنطقة. في غضون ذلك، أكد مسؤولون أميركيون ليل الثلثاء- الأربعاء أن طائرة عسكرية أميركية من دون طيار دمرت دبابة روسية الصنع طراز «تي-72» في سورية الأحد الماضي، وذلك في ثاني ضربة دفاعية ضد قوات موالية للنظام السوري خلال أقل من أسبوع. ولم تسفر الضربة التي نفذتها الطائرة الأميركية «إم.كيو-9 ريبر» قرب الطابية في سورية عن مقتل أي فرد من قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أو القوات المحلية التي يدعمها. ورفض الجنرال جيفري هاريغيان أكبر ضابط بسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط تقديم تفاصيل في شأن هوية قائد الدبابة، لكن مسؤول أميركي اشترط عدم نشر اسمه أعلن إن إثنين على الأقل من القوات الموالية للحكومة السورية قتلا في الضربة. وأعلن الجيش الأميركي إنه دمر الدبابة بعدما دخلت مرمى نيران القوات الموالية للولايات المتحدة مدعومة بغطاء مدفعي. وقلل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من شأن الحادث، قائلاً «ربما لا يعدو الأمر أن يكون مجرد شخصين يقومان بشيء ما. لا أود أن أضخمه وأصفه بأنه هجوم كبير».