نفى «التحالف الدولي» بقيادة أميركا مسؤوليته عن قصف مدينة دير الزور في شرق سورية، ما أودى بحياة العشرات. وذلك رداً على إعلان السلطات السورية أن قصف طائرات «التحالف» منطقة تحت سيطرته، أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وقال ناطق باسم قوات «التحالف» أمس إن القوات لم تنفذ مثل هذه الغارة وإن الضربة الوحيدة التي نفذتها في المنطقة في الأسابيع الأخيرة كانت في أيلول (سبتمبر) عبر الفرات من المدينة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 22 شخصاً على الأقل قتلوا ليل الإثنين- الثلثاء في غارات جوية شنتها طائرات «غير معلومة الهوية» على حي تسيطر عليه القوات الحكومية في دير الزور في شرق سورية. واتهم التلفزيون الرسمي السوري ومسؤول حكومي «التحالف الدولي» بشن هذه الغارات، مؤكدين مقتل 14 شخصاً وإصابة 30 آخرين فيها. وقال مصدر حكومي سوري لوكالة فرانس برس: «قتل 14 مدنياً وأصيب أكثر من 30 آخرين، بقصف لطائرات التحالف الدولي على حي القصور في مدينة دير الزور». وأضاف أن الحصيلة مرشحة للارتفاع «نتيجة الإصابات الخطرة والتدمير الذي خلفه القصف». بدوره اتهم التلفزيون السوري الرسمي «التحالف» بشن الغارات. لكن الناطق باسم «التحالف» الكولونيل رايان ديلون قال لوكالة فرانس برس «الادعاء أن ضربة للتحالف قد تسببت في مقتل 14 شخصاً وجرح 32 آخرين في دير الزور كاذب». وأضاف: «تقود القوات الموالية للنظام بدعم روسي العمليات في دير الزور والتحالف لا يدعم عمليات هذه القوات». ووفق ديلون، شن التحالف الدولي ضربة واحدة فقط في المنطقة خلال الشهرين الأخيرين وتحديداً في 16 أيلول، دعماً ل «قوات سورية الديموقراطية» التي تقاتل «داعش» شرق مدينة دير الزور. إلى ذلك، تواصل القوات النظامية عمليات تقدمها في الضفاف الغربية لنهر الفرات في الريف الشرقي لدير الزور. وعلم «المرصد السوري» أن قتالاً عنيفاً يدور بين تنظيم «داعش» من جهة، وقوات النظام وحلفائها من جهة أخرى، على محاور في ناحية العشارة الواقعة إلى الشرق من بلدة القورية، التي سيطرت عليها قوات النظام قبل يومين. وعلم «المرصد السوري» أن قوات النظام تمكنت من التقدم والدخول إلى أحياء في العشارة، وسط استمرار القتال العنيف، في محاولة منها للسيطرة عليها، وطرد تنظيم «داعش» منها، فيما تتزامن الاشتباكات بين الطرفين، مع قصف من جانب قوات النظام وقصف من الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه. وفي الضفاف الشرقية لنهر الفرات، تمكنت قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من فرض سيطرتها الكاملة على قرية طابية جزيرة، لتؤمن بشكل أكبر عناصرها الموجودة على مشارف حقل ومعمل غاز كونيكو الذي يعد أكبر حقل غاز في سورية. كما تسعى قوات النظام إلى متابعة تقدمها شرقاً، ضمن محاولاتها تأمين عناصرها الموجودة في الضفاف الغربية لنهر الفرات، عبر محاولة السيطرة على كامل الضفاف الشرقية لنهر الفرات من الجهة المقابلة لمدينة دير الزور وصولاً إلى الضفة المقابلة لناحية العشارة. وأفادت مصادر موثوق بها «المرصد» بأن «داعش» تعمّد في ناحية البصيرة الواقعة في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والقريبة من حقل العمر النفطي، إحراق مقراته وحرق الآليات الثقيلة التي أعطبت في وقت سابق بضربات لطائرات التحالف الدولي على مبنى المصرف الزراعي، كما عمد التنظيم إلى حرق مولّد ضخم موجود في البصيرة. وأكدت المصادر أن التنظيم لا يزال موجوداً داخل أحياء البصيرة ولم ينسحب منها إلى الآن. كما تواصل القتال العنيف بين قوات النظام و «داعش» على محاور في حويجة صكر ومحاور أخرى في مدينة دير الزور، ضمن سعي قوات النظام للتقدم على حساب التنظيم داخل المدينة، وإنهاء وجوده في شكل كامل فيه، بعد أن وسعت قوات النظام سيطرتها لأكثر من 92 في المئة من مساحة المدينة. وأعلن قائد عملية تحرير مدينة الميادين، العميد سهيل حسن، العثور على أسلحة أميركية وبلجيكية وبريطانية الصنع في أكبر المخازن العسكرية التابعة لتنظيم «داعش» بالمدينة. وقام الجيش السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، بالاستيلاء على أكبر المخازن للأسلحة والمدرعات التابعة ل «داعش»، تم العثور عليها في مدينة الميادين شرق سورية. وقال حسن للصحافيين أمس: «نحتاج ل6 أيام على الأقل لنقل كل هذه الغنائم التي تركها عناصر داعش هنا بعد هروبهم. توجد هنا أسلحة كثيرة جداً وآليات اتصال أجنبية الصنع». وعرض العسكريون السوريون للصحافيين أنظمة للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية ومعدات رادار وأجهزة طبية تمت مصادرتها في الميادين، بالإضافة إلى ورشة لصنع طائرات بلا طيار كانت توجد فيها عشرات من الطائرات الجاهزة التي استخدمها عناصر التنظيم للاستطلاع وإطلاق النار الدقيق. وأضاف سهيل حسن: «لقد استولينا على أحدث أنواع الأسلحة، أميركية وبلجيكية وبريطانية الصنع، والتي تتسلح بها دول الناتو». وتشكل محافظة دير الزور الاستراتيجية مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي على الضفة الغربية لنهر الفرات، والثاني تنفذه «قوات سورية الديموقراطية» بدعم أميركي على الضفة الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة إلى قسمين.