رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الذي يترأس حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية اكاديمي فلسطيني معروف، فهو رئيس جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، ولكنه غير معروف نسبيا في الخارج. وادت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية المؤلفة من 17 وزيرا اليمين القانونية امام الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية. وجرى حفل تأدية اليمين بغياب اربعة وزراء من قطاع غزة لم يتمكنوا من الحضور بسبب رفض اسرائيل منحهم تصاريح الدخول. واكد الحمد الله في اجتماع قصير عقدته الحكومة برئاسة عباس بعد وقت من ادائها اليمين الدستوري "نعد بأن نبذل جهدا استثنائيا لتنفيذ ما هو مطلوب من هذه الحكومة". وبموجب الاتفاق الموقع بين حركتي فتح وحماس، فإن مهمة هذه الحكومة الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية. واكد الحمد الله ان "الحكومة ستعمل على التجهيز لانتخابات نزيهة، من خلال التعاون والتنسيق مع لجنة الانتخابات المركزية". وتم تكليف الحمد الله في حزيران (يونيو) 2013 تشكيل حكومة فلسطينية جديدة انتقالية، لكنه قدم استقالته بعد اسبوعين، ثم عاد عنها. وتمكن الحمد الله (55 عاما) من فرض نفسه على الساحة السياسية الفلسطينية المتقلبة، وكانت الصحافة الاسرائيلية وصفت مهمة الحمد الله العام الماضي عند توليه منصبه ب"الانتحارية". ولد الحمد الله من عائلة معروفة في بلدة عنبتا بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية عام 1958 ويحمل درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية من جامعة لانكستر البريطانية ويحافظ على العديد من الاتصالات المهنية مع الاسرائيليين. ودعمته حركة فتح للوصول الى رئاسة جامعة النجاح في مدينة نابلس اكبر جامعة في الضفة الغربية عام 1998. ويحظى الحمد الله بقبول من حركتي فتح وحماس بالاضافة الى احترام شعبي ورسمي كبيرين، وكان على علاقة وثيقة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس. ويرى فيه كثيرون انه قاد باقتدار جامعة النجاح التي يدرس فيها حاليا اكثر من عشرين الف طالب وطالبة، رغم ما مر به من ظروف شخصية قاهرة عندما فقد ثلاثة من ابنائه الاربعة، هم ولد وبنتان، قتلوا في حادث سير مع شاحنة اسرائيلية عام 2000. واصيبت زوجته التي كانت تقود السيارة آنذاك بجراح بالغة، ظلت على اثرها تخضع لفترة طويلة للعلاج في المستشفى. ويتبوأ الحمد الله الى جانب رئاسته لجامعة النجاح عددا من المناصب الاخرى، فهو الامين العام للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية منذ عام 2000. وكان قد تراس مجلس ادارة بورصة فلسطين لعدة سنوات. وهو عضو في العديد من المؤسسات الاكاديمية العربية والدولية. كما لرامي الحمد الله رصيده الاقتصادي، اذ انه يشغل منصب المدير التنفيذي للبورصة الفلسطينية، ومقرها في مدينة نابلس منذ عام 2008. وقدم الحمد الله استقالته بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في 23 نيسان (ابريل) اتفاقا جديدا لوضع حد للانقسام السياسي بين الضفة الغربيةوغزة منذ 2007، لافساح المجال امام تشكيل حكومة وحدة وطنية غير حزبية. وكلفه الرئيس الفلسطيني عباس الخميس الماضي تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية الانتقالية التي ستكون مكلفة بتنظيم انتخابات خلال ستة اشهر.