توقعت مصادر، بدء العمل في مشروع إنشاء متحف الدمام الإقليمي، خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد نحو 18شهراً، من توقيع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، لعقد إنشائه. فيما اضطرت إدارة المتحف، قبل أشهر، إلى إخلاء مبناه، الذي يضم أيضاً المكتبة العامة، تخوفاً من انهيار المبنى، أو أجزاء منه، وحفاظاً على سلامة زواره والعاملين فيه. بعد تساقط كتل خرسانية من أجزاء سقفه. وأعلن أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، أمس، عن «تخصيص موقع لإنشاء المتحف في متنزه الملك عبدالله في الواجهة البحرية في الدمام، لصالح الهيئة العامة للسياحة والآثار»، مبيناً ان مساحة الموقع، تبلغ نحو 15 ألف متر مربع، انطلاقاً من حرص الأمانة على دعم البرامج والمناشط السياحية في المنطقة». وذكر العتيبي، أن هذا الموقع، الذي يتميز ب «إطلالة ومناظر جمالية محيطة في الموقع»، سيكون «مقراً ثابتاً لهذا المعلم الحضري، الذي سيضفي مزيداً من عوامل الجذب السياحي للمنطقة، إضافة إلى الإثراء المعرفي لدى زوار الشرقية، عن تاريخ هذه المنطقة العريق»، مؤكداً استعدادهم «لتوفير الخدمات كافة، التي يحتاجها هذا المتحف، من خدمات ومواقف سيارات»، مشيراً إلى حرص الأمانة على اختيار موقع في «أهم وأكبر واجهة بحرية في المنطقة، وأن يكون سهل الوصول إليه، ما يساهم في دعم الحركة السياحية». وتبلغ كلفة إنشاء متحف الدمام، 45 مليون ريال. ويتوقع إنجازه بعد ثلاث سنوات. وهو واحد من خمسة متاحف، تعتزم هيئة السياحة والآثار، تنفيذها في مناطق المملكة، من أجل «التعريف بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يمتد إلى آلاف السنين، وكذلك تطوير السياحة الأثرية، وعرض الكنوز الأثرية، التي تتمتع بها المنطقة الشرقية». وتوقع مدير متحف الدمام الإقليمي عبد الحميد الحشاش، أن يكون المتحف «من المتاحف المتميزة على مستوى الخليج العربي، إذ سيكون على أحدث الطرز التصميمية. كما سيستخدم أحدث تقنيات عرض الآثار». ويضم المتحف الجديد، ثماني قاعات رئيسة، هي: ما قبل التاريخ، وعصور ما قبل الإسلام، والعصور الإسلامية، وقاعة مخصصة لبيئة المنطقة الشرقية والخليج العربي، وأخرى للعهد السعودي، والتراث الشعبي، والعروض الزائرة، إضافة إلى قاعة الاستقبال. وسيضم المتحف قطعاً أثرية، ومعلومات موسعة عن الحضارات القديمة التي سادت في المنطقة، مثل حضارة العبيد، التي سبقت حضارات بلاد بين النهرين (العراق قديماً). وأوضح الحشاش أن المتحف الحالي عبارة عن «مخازن للتحف والآثار التي جمعت من مختلف المواقع الأثرية في المنطقة»، مبيناً أن العمر الزمني لبعضها «يتجاوز 14 ألف سنة، خصوصاً الآثار التي تعود إلى حقبة حضارة العبيد. كما سيضم آلاف التحف والآثار، التي تم جمعها من مواقع مختلفة في الشرقية، مثل ثاج، وقريتي الراكة، والظهران، والزارة، والصرار، وكذلك الأحساء والقطيف والجبيل وغيرها من المواقع في الشرقية».