أوضح عبد الحميد بن محمد الحشاش مدير متحف الدمام الإقليمي أن قرار مجلس الوزراء الذي صدر مؤخراً بتمويل أصحاب الأماكن الأثرية من بنك التسليف يعتبر مبادرة طيبة ومباركة من حكومة خادم الحرمين الشريفين في الاهتمام والمحافظة علي المواقع الأثرية والمعالم، مشيراً الى أن هذا القرار بمثابة فرصة لمن يمتلك مباني ضمن التراث العمراني ويقع في الأحياء القديمة ولديه الرغبة في استثمار ما يمتلكه في أية مشروع تجاري ربحي يتلاءم مع طبيعة هذا المبني ، مطالباً أصحاب تلك المواقع أن يتقدموا للهيئة العامة للسياحة والآثار للتنسيق معهم حول دراسة مشروعهم ومن ثم الموافقة علي منحهم ترخيصا لمزاولة هذا المشروع ومن ثم تكملة بقية الإجراءات والتراخيص من الجهات الحكومية الأخرى وبذلك يمكنهم الاستفادة من قرض بنك التسليف والادخار لمساعدتهم في إعادة صيانة وترميم ما يمتلكونه من مبان قديمة وإعادة استغلالها وتأهيلها حسب نشاط المشروع. وأردف الحشاش أن هذه المشاريع ستكون مجالاً لتوظيف كفاءة وطنية ومن ثم تكون عاملا لتقليص البطالة في القرية أو المدينة، وفي النهاية سيكون هذا كله مردوده الاقتصادي الجيد والمثمر لصالح الأسر ثم المجتمع. وأشار الحشاش إلى أن المنطقة الشرقية ولله الحمد تزخر بمعالم ومبان تراثية وعمرانية مميزة في اغلب مناطقها سواءً كانت في مناطق القطيف وغيرها إذا ما استغلت سوف تحصل المنطقة على نتائج ايجابية. وذكر الحشاش أن هناك العديد من الدول العربية والأجنبية التي سبقتنا في هذا المجال واستطاعت دولهم أن تحافظ على معالمهم ومبانيها التراثية العمرانية ضمن أحيائها القديمة عن طريق دعم أصحابها قروضا ساعدتهم في إعادة ترميم وصيانة مبانيهم التراثية وتأهيلها ومن ثم استغلالها بمشاريع سياحية وتسويقية وترفيهية ضمن إطار فكرة إحياء التراث القديم داخل الأحياء القديمة، ومن ثم أصبحت مصدر رزق لهم ولقراهم ولدولهم ومن ثم تطورت مواقعهم إلي مزارات سياحية ومميزة تشد العالم لزيارتهم لها. وبين الحشاش أن هناك (400) موقع أثري في المنطقة الشرقية و(900) مدفن في الظهران و(700) مدفن في بقيق ، مشيراً إلى أن من أهم المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية هي مدينة تاج التي تقع تحت الأرض في وادي المياه 35كلم شرق الصرار وتبعد 90 كلم غرب الجبيل عمرها 400 سنة قبل الميلاد ويوجد بها بيوت مبنية بأحجار ومسورة بسور مبني بأحجار عرضه 4م وفيها بيوت سكنية ومصنع للفخار. وشدد الحشاش على أهمية الإسراع في تأهيل وعادة بعض الأماكن الأثرية حتى لا تتعرض للانهيار، مستشهدا بالمنازل المحيطة بقلعة تاروت التي كانت (50) منزلاً والآن لم يبق منها سوى (30) منزلاً بسبب الأمطار والتباطؤ في تطويرها مشيراً إلى عمر قلعة تاروت 4000سنة قبل الميلاد. وأشار الحشاش إلى أن أكثر أصحاب البيوت الأثرية من الفقراء الذين لا يستطيعون بمفردهم إعادة تأهيل مبانيهم، مبديا تخوفه من عقبة الورثة في عرقلة استثمار تلك المواقع .